إنجيل هٰذا الأحد من (يو 6: 22-27) ويقدم لنا حوار بين السيد المسيح وجموع الشعب الذين تبعوه بعد أن شهدوا معجزة السيد المسيح التي أشبع فيها خمسة آلاف من الرجال ماعدا النساء والأطفال. لقد بدأ الشعب في البحث عن السيد المسيح ويطلبوه لأنهم شعروا أنه الملك الآتي الذي سيرد لهم الملك الأرضي ويجعلهم أمة قوية ولم يدركوا أن السيد المسيح ملكًا سمائيًا جاء ليصالح الأرضيين مع السمائيين: “وأما يسوع فإذ علم أنهم مزمعون أن يأتوا ويختطفوه ليجعلوه ملكًا، انصرف أيضا إلى الجبل وحده”.
وفي حوارهم مع السيد المسيح بعد أن وجدوه نجد سر الحياة في كلمات السيد المسيح إذ قال لهم: :”الحق الحق أقول لكم: أنتم تطلبونني ليس لأنكم رأيتم آيات، بل لأنكم أكلتم من الخبز فشبعتم. اعملوا لا للطعام البائد، بل للطعام الباقي للحياة الأبدية”. وهنا يأتي التساؤل كيف يعمل الإنسان للطعام الباقي للحياة الأبدية؟ نجد نموذج عمل من أجل الطعام الباقي في حياة الشهداء الذين قدموا دمائهم من أجل الإيمان والاعتراف بالسيد المسيح؛ نموذج آخر نجده في حياة كل من الأنبا أنطونيوس كوكب البرية والأنبا بولا أول السواح اللذان تركا العالم ليتوحدا في البرية في حياة ملائكية سمائية تمتلئ بالصلاة والعبادة لله. هناك أيضًا من عاشوا في العالم يقدمون الخير للجميع فلا يمكننا أن ننسى القديس حبيب جرجس، وأبونا المتنيح بيشوي كامل وكثيرون آخرون احتملوا وخدموا وصارت حياتهم سيرة عطرة سنتعرف عليهم جميعًا في الحياة الأبدية. إن الطريق قد يختلف من شخص لآخر حسبما يريد الله لكل إنسان ولكن معالم الطريق إلى الحياة الأبدية لا تختلف فهي كما قدمها لنا السيد المسيح: “تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك. هذه هي الوصية الأولى. وثانية مثلها هي: تحب قريبك كنفسك. ليس وصية أخرى أعظم من هاتين”.