No Result
View All Result
أهنئ المِصريِّين جميعـًا بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة التي تفصلنا عنها بضعة أيام قليلة، متمنيـًا لـ”مِصر” وشعبها العظيم السلام والخير والرخاء، وأهنئ رجال القوات المسلحة بذكرى تعيد لأذهاننا بطولات أسُود جيشنا البواسل.
إن “مِصر” دائمـًا وأبدًا شعب واحد أوقات المِحن والضيق مثل أوقات البناء والعمل؛ ولطالما قدَّم شعبها أنشودة مِصرية خالدة تهُز أصداء نغماتها العالم فيقف مشدوهـًا أمام عبقرية الِمصريّ ومحبته لبلاده. وهٰكذا كانت “مِصر” في “حرب أكتوبر ١٩٧٣م”، لا يرى المِصريُّون لأنفسهم سوى هدف واحد: وطنهم. وفي هذه الذكرى نقدِّم نموذجين من أبطال أكتوبر كانا انعكاسـًا لصورة الشعب الواحد المحب لـ”مِصر”، وشاركا في حروب: ١٩٤٨م، ١٩٥٦م، و١٩٦٧م، ١٩٧٣م: الفريق أول “فؤاد مُحمد أبو ذكري”، والفريق “فؤاد عزيز غالي”.
الفريق أول “فؤاد مُحمد أبو ذكري”
أحد قادة القوات البحْرية المِصرية البارزين، وأحد المخططين البارعين للعمليات الحربية البحْرية وأهمها تدمير “المدمرة إيلات”، والقائد الذي أعاد بناء القوات البحْرية وقادها في “حرب أكتوبر ١٩٧٣م”.
وُلد ابن سيناء “فؤاد أبو ذكري” في ١٧/١١/١٩٢٣م بالعريش. التحق بالكلية البحْرية ليتخرج ملازمـًا بحْريـًّا في ٢/١٩٤٦م. تدرج عمله في الوِحْدات البحْرية العائمة، فقيادة قاعدة الإسكندرية البحْرية، فرئاسة شعبة العمليات الحربية. وفي ١٩٦٧م، عُين الفريق “فؤاد محمد ذكري” قائدًا للقوات البحْرية، لتظهر براعته المنقطعة النظير في القدرة على العمليات الخُططية: كعملية عودة القوات المِصرية من “اليمن” إلى ميناء “أبو الغصون” جنوب “برنيس” وإدارتها لتتجه القوات المِصرية مباشرة إلى “سيناء”، والعمليات البحْرية ضد القوات الإسرائيلية كإغراق الغواصة الإسرائيلية “داكار” أمام “الإسكندرية”، وضرْب المدمرة “إيلات”، كأول عملية في العالم لضرب مدمرة باستخدام زوارق الصواريخ، في ٢١/١٠/١٩٦٧م، تاريخ اتخذته القوات البحْرية المِصرية عيدًا لها.
ففي ١١/٦/١٩٦٧م، أمرت قيادة الجيش الإسرائيليّ المدمرة “إيلات” باختراق المياه الإقليمية المِصرية ومنطقة “بورسعيد” البحْرية، في تحدٍّ للقوات المِصرية. وضربت المدمرة سرب طائرات مِصريـًّا كان يمر جوارها، فاشتبكا معـًا لتُغرقه المدمرة وتستمر في اختراق المياه المِصرية إلى يوم ١٨/١٠/١٩٦٧م. وصدرت الأوامر إلى القوات البحْرية بضرب المدمرة وإغراقها، وهو ما تم بنجاح في ٢١/١٠، وكان له أشد الأثر في أرجاء العالم، إذ ذُكر: “لقد أدى إغراق «المدمرة إيلات» إلى تغيير في أجواء الدبلوماسية الدُّولية، وتأكيد أن العسكرية المِصرية ـ بالرغم من الهزيمة ـ لم تُقهر أو تنهزم”.
وقاد الفريق “فؤاد أبو ذكري” الأسطول البحْريّ المِصريّ في أكتوبر ١٩٧٣م، ليَبهَر العالمَ مجدَّدًا في تخطيطه لحصار مضيق “باب المندب”، ومنع السفن الإسرائيلية من المرور؛ ففي ٩/١٩٧٣م، توجَّهت ثلاث قطع بحْرية مِصرية: “الفاتح”، و”الظافر”، و”رشيد”؛ من “سفاجا” إلى “عدن” ثم أحد الموانيّ الصومالية؛ لتعود بعد أسبوع إلى “عدن” في محاولة للتمويه وإخفاء حقيقة مُهمتها. وساعةَ الصفر، اتجهت القطع البحْرية إلى المواقع المحددة عند مضيق “باب المندب” لمحاصرته، وبالفعل لم تجرؤ سفينة إسرائيلية على عبوره طَوال الحصار. وقد ذكر هٰذه الواقعة أحد الكتاب الإسرائيليِّين فقال: “فور تلقي «قاعدة إيلات» بلاغـًا من ربان نقّالة اعتُرضت عند «باب المندب»، أُخطِرت الحكومة المصغرة برئاسة «جولدا مائير»، وصدرت الأوامر فورًا بوقف ملاحة السفن الإسرائيلية نهائيـًّا في «البحر الأحمر»؛ وبذٰلك أغلق «ميناء إيلات» طوال مدة عمليات أكتوبر، وحُرمت «إسرائيل» من النقل البحْريّ بنسبة ١٠٠% في «البحر الأحمر»، لتُحرم من السلع والأسلحة والذخيرة والبترول وغير ذٰلك”.
عاش الفريق أول “فؤاد مُحمد أبو ذكري” بطلًا مِصريـًّا، مؤديـًا لواجبه الوطنيّ بحب متناهٍ لـبلده، حتى رحل عن عالمنا عام ١٩٨٣م، غير راحل عن ذاكرتي التاريخ المِصرية والعالمية.
الفريق “فؤاد عزيز غالي”
رئيس عمليات “الفرقة الثانية مشاة” عام ١٩٥٦م، و … ومع بُطولات أكتوبر للحديث بقية …
الأسقف العام رئيس المركز الثقافيّ القبطيّ الأُرثوذكسيّ
No Result
View All Result