شارك نيافة الأنبا إرميا الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، نائب رئيس المنتدىالمصرى للإعلام، فى الملتقى الفكرى الأول «الإعلام والمشروع القومي للتنوير.. نحو شراكة مجتمعية»، للمنتدى المصرى للإعلام، وذلك مساء الاثنين 31 يوليو 2017م، بقاعة الاحتفالات بدار الوثائق القومية بالفسطاط، برئاسة اللواء طارق المهدي، وبحضور الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة، والدكتور عصام شرف رئيس الوزراء الأسبق ورئيس مؤسسة شرف للتنمية، والدكتور حسن راتب رئيس شبكة قنوات المحور وأمين عام المنتدى المصري للإعلام ، والدكتور أحمد الشوكي رئيس دار الكتب والوثائق القومية، والأستاذ/إبراهيم الصياد رئيس قطاع الأخبار الأسبق بماسبيرو، والأستاذ المخرج/محمد فريح رئيس تحرير جريدة فكرة الإلكترونية، إلى جانب عدد كبير من أعضاء المنتدى وكوكبة من الوزراء والاعلاميين والمثقفين ونجوم الفن.
تحدث الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة, عن أهمية المشروع الذي يقدمه المنتدي, مشيرا الي الفارق بين العولمة الشرسة والعولمة الايجابية المنجزة الخيرة وان الاخيرة هي التي تحقق التنوير في معناه الواسع واشار الى اهمية المعلومات في الاعلام لانه يوثق الحدث واعتبر ان المنتدى المصري للاعلام تقع عليه مهمة عظيمة في تبنية لفكر التنوير .
وشرح نيافة الأنبا إرميا، الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، نائب رئيس المنتدي, مفهوم التنوير وأنه يعني الإلتقاء على قيمة الوطن .
وأشار إلى أن المنتدى مشروع قومة وطنى خاص بالوطن الذى نعيشه فيه ويكبر بنا، فيقدم رؤية عمل لجميع المصريين، ويهدف إلى استنهاض الطاقات الإيجابية داخل المصريين.
وطرحت خلال الملتقى العديد من الأفكار والرؤي, حيث قدم الدكتور عصام شرف رئيس وزراء مصر الأسبق إضاءات فكرية تستحق الاشادة من بينها أن الوطن مختلف عن مفهوم الدولة فهذا الأخير هو ارض و وشعب وسيادة أما الوطن هو أقرب مايكون للمشاعر ومثلها بالفارق بين الأم والأمومة .
وأضاف أن الدولة هي الام اما الوطن هو الامومة والدولة قد تذهب كما تذهب الام اما الوطن باق لأن الامومة باقية بقاء الحياة, ومن هنا يقوم المشروع التنويري على فكرة احياء قيمة الوطن.
كما أكد أننا لا يمكن أن نواجه تحديات الداخل والخارج بدون “لُحمة” داخلية قوية، من خلال التشبع بالهوية الوطنية، وشيوع مفهوم “الآخرية” أو استيعاب الآخر، لأن الآخر موجود وغير قابل للإلغاء فى هذا الوطن.
وأوضح د. حسن راتب، رئيس مجلس إدارة مجموعة قنوات المحور، أمين عام المنتدي المصري للاعلام, أن المنتدي يتصدي لقضية من أهم القضايا الوطنية وهي قضية التنوير التي تحتاج لعمل شاق وتكاتف جميع المخلصين لهذا الوطن, مضيف أن انشاء نقابة للاعلاميين سيساعد على ترسيخ القواعد الضابطة للاعلام من ناحية الفكر والآداء حتى يمكن انجاز مشروع التنوير ويمكن اعتبارة رؤية مستقبلية.
وأوضح الدكتور حسن راتب أن هذا المنتدى عبارة عن جهد مجموعة من المفكرين حاولوا أن تخرج منهم مبادرة، يمارسوا من خلالها جزء من مهام الحركة التنويرة المصرية والعربية، مضيفا أن المنتدي يحاول البحث أيضا عن التقاليد المهنية العظيمة للإعلام، مشددا على القضية الأهم للمنتدى هى كيف وانت صاحب الموروث الثقافى والحضاري الكبير، تحافظ على هويتك الحضارية دون أن تكون أثيرا لها، وتتجه نحو الحداثة دون أن تفتن بها.
كما دعا الشاعر الكبير د. احمد تيمور, عضو مجلس أمناء المنتدي في قصيدته “انقذوا اعلامكم” الى التصدي لإعلام ” التفاهة ” ونجوم “السفاهة ” الذين يكلمون أنفسهم ولا يتفاعلون مع الآخر .
ادار حوار الملتقي اللواء طارق مهدي، رئيس المنتدي المصري للإعلام، حيث شارك الحضور من مثقفين وفنانين واعلاميين وصحفيين وشخصيات عامة في كل المجالات في حوار مفتوح أثمر عن عدد من الاطروحات المهمة منها أن 30مليون شخص من مجتمعنا مازال اميا ما يشكل عقبة امام الجهود المبذولة من اجل التنوير وأن اعلام ماسبيرو هو الأهم في تطوير منظومة الاعلام الوطني المصري ولابد من عودة منصب وزير الاعلام لضبط الاداء خاصة بعد انشاء الهئيات الاعلامية والصحفية ونقابة الاعلاميين وراهن الجميع على الشباب في انجاز مشروع التنوير .
وكان اللواء طارق مهدي، قد أكد حرص المنتدى منذ بداية انشائة قبل اكثر من عام على ان يكون مركزا للعصف الذهني ومستودعا للتفكير من اجل اعلام صادق ومهني يخدم المجتمع ويحقق المشاركة المجتمعية وربما للمرة الاولى ان يكون مؤسسة مجتمع مدني تقوم بمتابعة الرسالة الاعلامية وترصد رد الجمهور تجاهها من اجل تقويم الاداء بشكل يساهم في تقديم راي الخبرات التي يضمها المنتدى من قامات اعلامية وثقافية في مشكلات المجتمع .
ومن جانبه شدد الاعلامي الكبير ابراهيم الصياد, المتحدث الرسمي للمنتدي, ان تطويرالخطاب المجتمعي يحتاج الى رؤية مختلفة عما يطرح من مبادرات عبر رؤية شاملة تتسق واستراتيجية الدولة في كل المجالات ولهذا يعتبر التنوير هو الطريق الحقيقي والواقعي للتطوير مع الحفاظ على الثوابت الوطنية والموروثات الاجتماعية التي في مجموعها تشكل ملامح الشخصية المصرية والعربية.
ودعا المنتدي, كل الاختصاصين والخبراء واساتذة الجامعات كل في تخصصه الى اعداد اوراق بحثية بالتنسيق مع المنتدى المصري للاعلام تطرح للحوار في لقاءات المنتدى القادمة .
وقد شهد الملتقي مظاهرة وطنية, حيث نجح المنتدى المصري للإعلام من خلال الملتقى الفكري في وضع النقاط على الحروف بشأن دور الإعلام في إنطلاق الخطوة الأولى للتوافق المجتمعي حول مشروع قومي للتنوير بإعتبار أن الإعلام وسيلة إستنارة حقيقية اذا أحسن توظيفها وإدارة امكاناتها البشرية والإبداعية.
[epa-album id=”38549″ show_title=”false” display=”full”]