No Result
View All Result
عاش الأرمن منذ القرن الحادي عشر في ظل إمارات تركيا المتعاقبة، وكان آخرها الإمبراطورية العثمانية، وقد اعترف بهم العثمانيون كملة منفصلة كاملة الحقوق، وبحلول القرن التاسع عشر أصبحت الدولة العثمانية أكثر تأخرًا من غيرها من الدول الأوروبية حتى أنها لقبت بـ”رجل أوروبا العجوز”، ونالت العديد من الشعوب التي كانت تحت حكمها، استقلالها منها، كاليونان والرومانيون والصرب والبلغار، كما ظهرت حركات انفصالية بين سكانها العرب والأرمن والبوسنيين مما أدى إلى ردود فعل عنيفة ضدهم.
وتعتبر والمجازر الحميدية هي سلسلة من المجازر التي نفذها السلطان العثماني عبد الحميد الثاني بحق المسيحيين القاطنين شرق الأناضول من الأرمن والأشوريين بين عامي 1894، 1896، وراح ضحيتها ما بين 80,000 إلى 300,000 كما خلفت المجازر مع يقرب من 50,000 يتيم.
ويتهم عبد الحميد الثاني السلطان العثماني بكونه أول من بدأ بتنفيذ المجازر بحق الأرمن وغيرهم من المسيحيين الذين كانوا تحت حكم الدولة العثمانية، ففي عهده نفذت المجازر الحميدية حيث قتل مئات الآلاف من الأرمن واليونانيين والآشوريين لأسباب اقتصادية ودينية متتعدة،وبدأت عمليات التصفية وهي المعروفة بالمجازر الحميدية، كما قام عبد الحميد الثاني بإثارة القبائل الكردية لكي يهاجموا القرى المسيحية.
وقام أحد أفراد منظمة الطاشناق بمحاولة فاشلة لاغتيال السلطان عام 1905 بتفجير عربة عند خروجه من مسجد، ولكن السلطان عفا عنه، وأدت هذه الحادثة والانقلاب على حركة تركيا الفتاة في 1908 إلى مجازر أخرى في قيليقية كمجزرة أطنة التي راح ضحيتها حوالي 30,000 أرمني.
ويعتقد المؤرخون أن السبب الرئيسي وراء التورط الكردي في المجازرهو الانسياق وراء حزب تركيا الفتاة الذين حاولوا إقناع الأكراد أن المسيحيين الموجودين في تلك المناطق قد يهددون وجودهم، وبالرغم من المجازر التي اقترفها الجيش العثماني ضد مدنيين أكراد في بايازيد وألاشكرت، إلا أن سياسة الترحيب والترهيب دعت معظم العشائر الكردية إلى التحالف مع الأتراككما استغلت ميليشيات كردية شبه نظامية فرصة الفوضى في المنطقة لفرض هيمنتها وهاجمت قرى آشورية وسريانية من أجل الحصول على غنائم.
وخلال فترة الحرب العالمية الأولى، قام الأتراك بالتعاون مع عشائر كردية بإبادة مئات القرى شرقي البلاد في محاولة لتغيير ديموجرافية تلك المناطق لاعتقادهم أن هؤلاء قد يتعاونون مع الروس والثوار الأرمن، وأجبروا القرويين على العمل كحمالين في الجيش العثماني ومن ثم قاموا بإعدامهم بعد إنهاكهم، غيرأن قرار الإبادة الشاملة لم يتخذ حتى ربيع 1915؛ ففي 24 أبريل1915قام العثمانيون بجمع المئات من أهم الشخصيات الأرمنية في إسطنبول وتم إعدامهم في ساحات المدينة،بعدها أمرت جميع العوائل الأرمنية في الأناضول بترك ممتلكاتها والانضمام إلى القوافل التي تكونت من مئات الالآف من النساء والأطفال في طرق جبلية وعرة وصحراوية قاحلة، وغالبًا ما تم حرمان هؤلاء من المأكل والملبس، وكانت المجازر عشوائية وتم مقتل العديد بغض النظر عن العمر أو الجنس، وتم اغتصاب والاعتداء الجنسي على العديد من النساء، ومات خلال حملات التهجير هذه حوالي 75% ممن شارك بها وترك الباقون في صحارى بادية الشام.
ويروي أحد المرسلين الأمريكيين إلى مدينة الرها قائلاً “إنه خلال ستة أسابيع شاهدنا أبشع الفظائع تقترف بحق الآلاف الذين جاءوا من المدن الشمالية ليعبروا من مدينتنا، وجميعهم يروون نفس الرواية: قتل جميع رجالهم في اليوم الأول من المسيرة، بعدها تم الاعتداء على النسوة والفتيات بالضرب والسرقة وخطف بعضهن حراسهم، كانوا من أسوأ العناصر كما سمحوا لأي من كان من القرى التي عبروها باختطاف النسوة والاعتداء عليهن، لم تكن هذه مجرد روايات بل شاهدنا بأم أعيننا هذا الشيء يحدث علنا في الشوارع”.
والمذابح التركية بحقّ الأرمن والسريان والأشوريين عام 1915 تشير إلى القتل المتعمد والمنهجي من قبل الامبراطورية العثمانية خلال وبعد الحرب العالمية الأولى، وقد تم تنفيذ ذلك من خلال المجازر وعمليات الترحيل، والترحيل القسري وهي عبارة عن مسيرات في ظل ظروف قاسية مصممة لتؤدي إلى وفاة المبعدين، يقدّر الباحثون أن أعداد الضحايا الأرمن تتراوح ما بين مليون ومليون ونصف نسمة من مجموعات عرقية مسيحية أخرى تم مهاجمتها وقتلها من قبل الإمبراطورية العثمانية خلال هذه الفترة كالسريان والكلدان والآشوريين واليونانيين وغيرهم.
No Result
View All Result