دعا البطريرك غريغوريوس الثالث لحام، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندرية للروم الملكيين الكاثوليك، الدول العربية إلى “التوحد في مواجهة الإرهاب”، وخلق “وحدة فكرية أصيلة إيمانية أخلاقية”، بعيدة عن المواربة، تسجَّل لهم في مواجهة هذه الآفة والتيارات التي تريد النيل من الأمة”، ودعا علماء الدين في الدول العربية وبطاركة ورعاة الكنائس المسيحية إلى أن “يضموا صوتهم إلى هذه الوقفة الموحدة المتوافقة”.
وقال لحام في خاطرة روحية، السبت، إنه “أمام وقفة دول عديدة، ولاسيما أوروبية، متضامنة لمحاربة تنظيم (داعش) الإرهابي، والتنظيمات التكفيرية على اختلاف مسمياتها، تتوارد إلى بالنا هذه الخواطر: (لماذا نستثني دولا من هذا التحالف، ولاسيما دول المنطقة، والتي تنزف دما بسيف جرائم /داعش/ وسواها؟ لماذا لا تنضم كل الدول العربية إلى هذا التحالف؟ ولماذا بالأحرى لا تكون الدول العربية، مجتمعة ومتفقة، هي التي تؤلف التحالف الأول والأقوى لمحاربة هذه التوجهات التكفيرية؟)”.
وأوضح في خاطرته أن “هذا الموقف العربي الموحَّد سيُطمئن المسيحيين، وباقي الطوائف في المنطقة، على مستقبلها، وهو البرهان الساطع القاطع على إمكانية متابعة العيش المشترك المرتكز على المواطنة واحترام الآخر ودينه ومعتقده، وعلى تصميم الدول العربية أن تسير في سبيل تحقيق الدولة المدنية، والتأسيس لدساتير عربية متطورة مستندة إلى حقوق الإنسان، ولاسيما حرية العبادة والمعتقد والمواطنة والمساواة في الحقوق والواجبات لجميع المواطنين”.
وشدد على “أن موقفا عربيا موحدا سيكون هو الأقوى لبلوغ الهدف المنشود، وتحالفا عربيا موحدا متوافقا سيسجل وقفة تاريخية حضارية في سجلات الدول العربية، وسيكون البرهان القاطع الصادق الأكبر بأن الدول العربية ذات الأغلبية المسلمة هي حقا مئة بالمئة، وبدون أية مواربة، ضد هذه الحركات التكفيرية على اختلاف أسمائها”، مضيفا “إن تحالفا عربيا موحدا متوافقا سيسجل أوسمة شرف لمصداقية حكام الدول العربية، ومثالا رائعا أخلاقيا أمام الأجيال الشابة التي تنتظر مثل هذا الموقف لمحاربة هذه الفرق والتوجهات التكفيرية”.