فصل الإنجيل لهٰذا الأحد من (لو ٤: ١٤-٣٠)؛ وهٰذا الأحد يوافق الأول من شهر توت “رأس السنة القبطية”؛ لذٰلك نجد المزمور يعبّر عن بَدء العام الجديد فيقول: “كللتَ السنة بجودك، وآثارك تقطُر دسمًا.”. أمّا عن فصل الإنجيل، فهو يتحدث عن بداية خدمة السيد المسيح، حيث دخل إلى المَجمع وقام ليقرأ فكانت كلمات النبوة لـ”إِشَعْياء النبيّ”: “رُوح الرب عليَّ، لأنه مسحني لأُبشِّر المساكين، أرسلني لأشفي المنكسري القلوب، لأنادي للمأسورين بالإطلاق وللعُمي بالبصر، وأُرسِل المنسحقين في الحرية، وأَكرِز بسَنة الرب المقبولة.”. ومع بداية عام قبطيّ جديد:
• ابدأ عامك الجديد ببركة من الله فيكون عامًا يمتلئ بخيراته وَجوده وعطاياه التي لا تتوقف. فالله ـ تبارك اسمه ـ هو إلٰه البركات في كل أمور الحياة، فعلى سبيل المثال لا الحصر: كان مع “يوسُف” فكان رجلاً ناجحًا؛ وكان مع “موسى” فقاد الشعب إلى أرض الموعد، صانعًا عجائب وعظائم لا مثيل لها، حتى إن العالم ارتعد من يد الله فتقول “راحاب” التي من أريحا: “علمتُ أن الرب قد أعطاكم الأرض، وأن رعبكم قد وقع علينا، وأن جميع سكان الأرض ذابوا من أجلكم، لأننا قد سمِعنا كيف يبَّس الرب مياه بحر سُوف قدامكم عند خروجكم من مِصر … سمِعنا فذابت قلوبنا ولم تبقَ بعدُ روح في إنسان بسببكم، لأن الرب إلٰهكم هو الله في السماء من فوق وعلى الأرض من تحت.”؛ وكان الله مع “داوُد” فكان يُنجحه في كل ما يفعله وحفظ نفسه من “شاوُل” الملك الذي كان يسعى لقتله؛ وكان مع الفتية الثلاثة في أَتُّون النار؛ وكان مع “دانيال” في جُب الأسود؛ وعضَّد “بولُس” الرسول وقوّاه حين لم يقف أحد إلى جواره. لذٰلك، ابدأ عامك مع الله فتعرف بركته، وحفظه، وعنايته، ورعايته، وخيره العظيم.
• ابدأ عامك الجديد بتوبة وعودة إلى مراحم الله التي لا تَفنَى، ومحبته الفائقة، فهو قد وعد أن من يُقْبِل إليه لن يُخرجه خارجًا، لأن إرادته أن يُقْبِل الجميع إلى التوبة وغفران خطاياهم، فيقول معلمنا “بُولس” الرسول: “… الذي يريد أن جميع الناس يَخلُصون، وإلى معرفة الحق يُقْبِلون.” (١ تي ٢: ٤(.
• ابدأ عامك الجديد بمحبة الجميع، والسُّلوك بأمانة وقلب مستقيم في كل ما اؤتمنت عليه من مسؤوليات في الحياة، متتبعًا آثار السيد المسيح في كل عمل وتصرف، وثِق أنه يسندك ويقوِّيك ويعزِّيك في رحلة الحياة، ولن يتخلى عنك أبدًا.