No Result
View All Result
يتحدث إنجيل هٰذا الأحد من (يوحنا ٦: ٢٧-٤٦) عن حوار السيد المسيح مع الجُموع بعد معجزة “إشباع الجُموع”، وفيها يوضح السيد المسيح عددًا من المفاهيم والتعاليم التي يحتاج إليها الإنسان الروحيّ الحقيقيّ:
أولاً: الإنسان الروحيّ له هدف لا يغيب عنه وهو حياته الأبدية، ولذا أعماله تركز في هٰذا الهدف ليكون أولى أولَويات حياته؛ فتعبِّر قرراته في حياته وسلوكه عن رغبته وسعيه نحو هٰذا الهدف. وبذٰلك فهو يسلك بحسب وصية السيد المسيح: “اعملوا لا للطعام البائد، بل للطعام الباقي للحياة الأبدية الذي يُعطيكم ابن الإنسان …”.
ثانيًا: إن احتياج الإنسان الحقيقيَّ إنما هو إلى الله؛ فالذي يحيا مع الله لن يحتاج إلى شيء حتى إن لم يكُن يملِك أيّ شيء، ومن ليس مع الله فهو لا يملِك أيّ شيء وإن ملك الكَون بأسره.
ثالثًا: الهي لا يرفض أيّ إنسان يُقبِل إليه: “… ومن يُقبِل إليَّ لا أخرجه خارجًا.” فعلى مر حياة البشر، لم يرفض الله إنسانـًا أقبل إليه، وإن كان عاش في عمق الخطية. ومن الأمثلة الرائعة التي يقدِّمها “الكتاب المقدس” إلينا شخصية “مَنَسَّى الملك” بن “حَزَقِيا الملك”: لقد عمِل “مَنَسَّى” الشر في عيني الرب فبنى مذابح للعبادات الوثنية، وسلك بعيدًا عن وصية الله، حتى إنه “أكثرَ عملَ الشر في عيني الرب لإغاظته”، ولم يتوقف شره على شخصه فقط، بل أضل الشعب عن عبادة الله؛ وأرسل الله إليه رسائل للتوبة، لٰكنه رفض: “وكلَّم الرب مَنَسَّى وشعبه فلم يُصغُوا.”. إلا أن “مَنَسَّى” تعرض للسبي من “ملك أشور” الذي ذهب به مقيَّدًا إلى “بابل” حيث تعرَّض لضيقات كثيرة؛ فلجأ إلى الله وصلى إليه تائبـًا؛ فقبِل الله صلاته ولم يَرُدّه: “ولما تضايق طلب وجه الرب إلٰهه، وتواضع جدًّا أمام إلٰه أبائه، وصلى إليه فاستجاب له وسمِع تضرعه، ورده إلى أورُشليم إلى مملكته.”. وهٰكذا بدأ حياة جديدة لله.
الجأ إلى الله مهما كانت أخطاؤك أو شرورك، وقدِّم توبة حقيقية، إنه دائمـًا ينتظرك، ولن يخذلك أبدًا.
الأسقف العام رئيس المركز الثقافيّ القبطيّ الأُرثوذكسيّ
No Result
View All Result