No Result
View All Result
إنجيل هٰذا الأحد من (متى ٦: ١-١٨) هو إنجيل “الرفاع” الذي نبدأ في اليوم التالي له رحلة “الصوم الكبير”؛ وفيه يقدِّم إلينا السيد المسيح أسس الحياة الروحية الحقيقية المرضية أمام الله وهي: الصدقة، والصلاة، والصوم. فالإنسان الروحيّ هو إنسان يسعى في الطريق نحو الله وهدفه هو الله فقط، فيسلك بصدق بعيدًا عن المظهر دون البحث عن كرامته ومجده أمام الآخرين. وهٰذا ما حذر منه السيد المسيح فيقول عن الصدقة: “احترزوا من أن تصنعوا صدقتكم قدام الناس لكي ينظروكم، وإلا فليس لكم أجر عند أبيكم الذي في السماوات.”. أمّا عن الصلاة، فيجب ألا يكون لها الشكل دون العمق: “ومتى صليتَ فلا تكُن كالمرائين، فانهم يحبون أن يصلوا قائمين في المجامع وفي زوايا الشوارع، لكي يظهروا للناس. الحق أقول لكم: إنهم قد استوفَوا أجرهم!”. وهٰكذا أيضـًا الصوم: “ومتى صمتم فلا تكونوا عابسين كالمرائين، فإنهم يغيِّرون وجوههم لكي يظهروا للناس صائمين. الحق أقول لكم: إنهم قد استوفَوا أجرهم.”.
إن الله يبحث في الممارسات الروحية عن حقيقة قلب الإنسان: أهو قلب ممتلئ بالحب الحقيقيّ لشخصه القدوس، أم أنه محب لذاته يبحث عن كرامة وتكريم الآخرين له؟ أهو إنسان روحيّ، أم صاحب مظهر روحيّ؟ وإن أمكن الإنسان أن يخدع البشر، إلا أن الله فاحص القلوب والكُلى يعرف أعماق الجميع ويجازي كل إنسان بعدل.
لذلك، تذكَّر أنك وفيما أنت تسلك في الطريق الروحيّ بأمانة، فإن الله يرى أمانتك ومحبتك ويجازيك أمام الجميع: “فأبوك الذي يرى في الخفاء هو يجازيك علانية.”. ونجد هٰذا واضحًا جليـًا في حياة الآباء القديسين الذين تبِعوا الله بكل قلوبهم ولم يرغبوا في أن يكونوا معروفين لدى أحد، مثل القديس “البابا كيرلس السادس”، الذي سنحتفل بعيد نياحته بعد أيام قليلة، عندما قال: “كنتُ أود أن أعيش غريبًا وأموت غريبًا، ولٰكن لتكُن إرادة الله.”، فيرُد الله عليهم أتعابهم بمجد وكرامة أمام كل إنسان.
كل عام وأنتم بخير مع بَدء الصوم المقدس.
الأسقف العام رئيس المركز الثقافيّ القبطيّ الأُرثوذكسيّ
No Result
View All Result