No Result
View All Result
يتحدث إنجيل هٰذا الأحد من (يوحنا ٦: ٥-١٤) عن معجزة إشباع الجموع؛ وفيها نجد علم السيد المسيح واهتمامه بحاجات الإنسان ورعايته له. وقد يقلق الإنسان لشكه في عناية الله به، أو لمحدودية تفكيره في طرق إشباع الله له؛ فنجد السيد المسيح يسأل تلميذه “فيلبس”: “من أين نبتاع خبزًا ليأكل هؤلاء؟” وإنما قال هٰذا ليمتحنه، لأنه هو علم ما هو مُزمِع أن يفعل”. إلا أن “فيلبس” حاول أن يجد حلاً بالمنطق البشريّ، فقال: “لا يكفيهم خبز بمئتي دينار ليأخذ كل واحد منهم شيئًا يسيرًا”؛ وهٰذا ما يفعله معظم البشر، غير متذكرين ذٰلك الدرس العظيم الذي قدَّمه الله عندما عال شعبه بالطعام والشراب والملبس في البرّية أربعين سنة؛ فإنهم حين تذمروا على “موسى النبيّ” أجابه الله: “«سمعتُ تذمر بني إسرائيل. كلِّمهم قائلاً: في العشية تأكلون لحمًا، وفي الصباح تَشبعون خبزًا، وتعلمون أني أنا الرب إلٰهكم».” (الخروج ١٦: ١٢). ويتعجب “موسى” فيتساءل: “«سِت مئة ألف ماشٍ هو الشعب الذي أنا في وسطه … أيُذبح لهم غنم وبقر ليكفيهم؟ أم يُجمع لهم كل سمك البحر ليكفيهم؟»”، فيجيبه الله: “«هل تقصر يد الرب؟ الآن ترى أيوافيك كلامي أم لا؟»” (العدد ١١: ٢١-٢٣). وتتحقق كلمات الله.
ثق بإن الله يستطيع أن يهب لك كل شيء. ولا تقلق، متذكرًا كلمات “داوُد النبيّ”: “كنتُ فتى وقد شختُ، ولم أرَ صديقًا تُخُلِّيَ عنه، ولا ذريةً له تلتمس خبزًا.” (المزامير ٣٧:٢٥). وتيقن أن بركة الرب تُغْني، فإن “إندراوس” التلميذ أيضًا تساءل: “هنا غلام معه خمسة أرغفة شعير وسمكتان، ولٰكن ما هٰذا لمثل هؤلاء؟”. فأخذ السيد المسيح القليل الذي لديهم وبارك، إذ: “أخذ يسوع الأرغفة وشكر، ووزع على التلاميذ، والتلاميذ أعطَوا المتكئين. وكذٰلك من السمكتين بقدر ما شاءوا.”؛ وشبِع الجميع، ومُلئت اثنتَا عشْرة قفة من الكِسَر التي فضلت عن الآكلين الذين كانوا خمسة آلاف رجل عدا النساء والأطفال!
لا تقلق في مسيرة حياتك، فالله ما يزال يرعى أبناءه.
No Result
View All Result