إنجيل هٰذا الأحد من (يو 10: 22-38(، وهو الأحد الرابع من “الصوم الكبير” المقدس، ولٰكنه يوافق هٰذا العام العاشر من “برمهات” الذي هو “عيد ظهور الصليب المقدس” على يد الملك “هرَقل” الذي حارب “الفرس” وانتصر عليهم، واستعاد “الصليب المقدس” بعد أن نقله ملكهم إلى بلاده. وفي فصل الإنجيل نجد:
• ارتباط الصليب والفداء والخلاص بشخص السيد المسيح؛ وهٰذا ما حار فيه كثير من اليهود وبخاصة الكتبة والفريسيُّون: فنجدهم دائمًا ما يسألون السيد المسيح ـ كما في فصل اليوم من الإنجيل: “إلى متى تعلِّق أنفسنا؟ إن كنت أنت المسيح فقل لنا جهرًا.”. ومع أن أعمالًا كثيرة قد قام بها السيد المسيح أمامهم، فإنهم لم يُدركوا أنه هو؛ بل هم لم يرغبوا في إدراكه، وهٰذا يتضح من إجابة السيد المسيح لهم: “إني قلتُ لكم ولستم تؤمنون. الأعمال التي أنا أعملها بِاسم أبي هي تشهد لي.”.
• إعلان السيد المسيح أنه هو من سيقدم لخرافه “الحياة الأبدية”، منقذًا إياها من الهلاك: “خرافي تسمع صوتي، وأنا أعرفها فتتْبعني. وأنا أُعطيها حياة أبدية، ولن تَهلِك إلى الأبد، ولا يَخطِفها أحد من يدِي.”؛ فالفداء والحياة الأبدية قُدما لنا عن طريق “الصليب” الذي قدَّم عليه نفسَه “كفّارة لخطايانا. ليس لخطايانا فقط، بل لخطايا كل العالم أيضًا.” (١ يو ۲: 2)؛ وهٰكذا صالح الأرضيِّين مع السمائيِّين وصرنا قريبين: “ولٰكن الآن في المسيح يسوع، أنتم الذين كنتم قبلًا بعيدين، صرتم قريبين بدم المسيح.” (أف 2: 13).
وهٰكذا أضحى الصليب “علامة الحب” الذي قُدم إلى كل البشرية من أجل خلاصها: “لأنه هٰكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يَهلِك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية.” (يو3: 16). يقول “القديس مار أفرام السُِّريانيّ”: “المجد لك، يا من أقمتَ صليبك جسرًا فوق الموت، تعبُر عليه النُّفوس من مسكن الموت إلى مسكن الحياة!”.