يتحدث إنجيل هذا الأحد “لوقا 1: 26-38” عن بشارة رئيس الملائكة “جبرائيل” إلي “العذراء مريم” بأنها ستلد ابناً وتسميه “يسوع” وتبدأ بشارة الملاك بالسلام» فجميع الأمور التي يهبها الله لشعبه لابد لها أن تتسم بالسلام والخير.. والحياة الحقيقية مع الله هي حياة سلام. لا اضطراب فيها داخل الانسان.. ربما يكون كل ما يحيط بحياتك يودي بك إلي القلق والتوترات والمشادات. لكنك مع الله تحمل داخلك السلام الذي لا يستطيع العالم أن ينتزعه منك.
وللمرة الثانية. يؤكد الملاك أن تكون الشهادة للانسان من الله. فيقول للقديسة العذراء: “… قد وجدت نعمة عند الله”.. ما أعظم أن يكون الانسان باراً في عيني الله وأن يجد نعمة لديه!! إنها شهادة الله التي تنتظرها كل نفس بعد عبور أيام غربتها علي الأرض: “نعما أيها العبد الصالح والأمين! كنت أميناً في القليل فأقيمك علي الكثير.. أدخل إلي فرح سيدك” “متي 25: 21” ونحن علي مشارف انتهاء عام وبداية آخر. لنسع أن تكون شهادة الله لنا لا علينا. منه لا من العالم.
وحين تساءلت العذراء عن كيفية تحقيق تلك البشارة وهي لا تعرف رجلاً. أجابها الملاك بأن الله هو “إله المستحيل”. القادر علي كل شيء. الذي لا يصعب عليه أمر”.. لأنه ليس شيء غير ممكن لدي الله. مقدما إليها مثلا ب”أليصابات” نسيبتها وكيف أنها صارت حبلي بابن في شيخوختها!! فتلك التي دعيت أنها عاقر ستصبح أما.
ربما يمر بحياتك كثير من المشكلات. والأمور التي تقف أمامها وأنت يملأك الشعور بالوحدة والعجز.. عزيزي. اهدأ قليلاً. وانظر داخلك. وابحث عن أعماقك عن وجود الله في حياتك. وإن لم تجده. الجأ بنفسك إليه. وارفع يدك نحو السماء. وادعه في وقت آلامك. وضيقاتك. وأفراحك وأحزانك. وحتما ستجده لا يتخلي عنك وعن كل من أسرع إليه بكل قبله.. إذ يؤكد لنا القديس “أغسطينوس”: “ألقوا بكل همومكم وأنفسكم كلياً علي الرب. فلن تسقطوا. لأنه لن يتخلي عنكم”.. لن تنتهي أو تتوقف التجارب والضيقات. ولكنك سترتفع فوقها حاملاً في قلبك سلاما لن ينتزع منك! فنحن في يد الله- ضابط الكل!!
الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي