إنجيل هٰذا الأحد من (متى ٤: ١-١١)؛ وهو “أحد التجرِبة” إذ يسمح فيه السيد المسيح أن يجرَّب من الشيطان، لينتصر راسمًا لنا طريق الانتصار في التجارِب. إن الإنسان الذي وضع هدفه ملكوت السماء والحياة مع الله، يتعرض في الطريق لتجارِب متنوعة في محاولة لإبعاده وشغله عنهما؛ وهنا يعلِّمنا السيد المسيح كيفية الانتصار؛ فيقول “القديس أُغُسطِينوس”: “إذ هو شفيعنا، يساعدنا أن نغلِب في التجرِبة وقد صار مثالاً لنا.”.
فإذا أردتَ الانتصار على التجربة، فعليك أن:
• تعرِف كلمة الله إذ هي وسيلتك للوُقوف بصُمود في التجربة، كمثال السيد المسيح عندما قال له المجرِّب: “«إن كنتَ ابن الله فقُل أن تصير هٰذه الحجارة خبزًا». فأجاب وقال: «مكتوب: ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله».”.
• تُدرك كلمة الله بعمق وتدقيق، دون أن تعتمد على آية واحدة أو فكرة واحدة تحاول أن تطوِّعها لرغباتك؛ ففي هٰذه التجربة استخدم الشيطان كلمات الكتاب: “«إن كنتَ ابن الله فاطرح نفسك إلى أسفل، لأنه مكتوب: أنه يُوصي ملائكته بك، فعلى أياديهم يحملونك لكي لا تَصدِم بحجر رجلك».”، فأجابه السيد المسيح: “مكتوب أيضًا: لا تجرب الرب إلٰهك”؛ لذٰلك، كُن دقيقًا، ولك الفكر الناضج المتكامل الذي تعلمناه من الآباء كقول الكتاب: “اسأل أباك فيخبرك، وشُيوخك فيقولوا لك.”، “«هٰكذا قال الرب: قِفوا على الطريق وانظروا، واسألوا عن السبل القديمة: أين هو الطريق الصالح؟ وسِيروا فيه، فتجدوا راحة لنفوسكم …”.
• يكون الله هو أُولى أولويات حياتك، فقد عرض الشيطان على السيد المسيح مجد العالم قائلاً: “«أُعطيك هٰذه جميعها إن خرَرتَ وسجدتَ لي».”، لٰكنه أجابه: “«اذهب يا شيطان! لأنه مكتوب: للرب إلٰهك تسجد وإياه وحده تعبد».”. إن أولى شِباك السُّقوط والإخفاق في الطريق الروحيّ هو تعلُّق قلب الإنسان بأمور العالم مِن: مجد، وكرامة، وثرَوات، وسلطات، أو بشر، ولذٰلك يقول “القديس أُغُسطِينوس”: “جلستُ على قمة العالم حينما أحسستُ في نفسي أني لا أشتهي شيئًا ولا أخاف شيئًا.”.
وهٰكذا تكون النُّصرة على التجارِب.