No Result
View All Result
يتحدث إنجيل هذا الأحد “لوقا 39:1-56” عن لقاء السيدة العذراء وأليصابات. فحينما عرفَت من الملاك أنها حُبلي في شهرها السادس. أسرعت وتكبدت عناء السفر لتخدُِمها في أيام حبلها. إن حياة السيدة العذراء هي حياة خدمة تجلت في كل مراحلها» فهي الطفلة التي تربت في الهيكل وظلت تخدُِم فيه إلي أن تركته. وهي التي بُشرت بميلاد السيد المسيح لكنها لم تنسَ خدمة أليصابات. إن حياتها تُعد مثالاً للخدمة والتواضع اللذين لم يتوقفا علي الإطلاق.
وفي لقاء السيدة العذراء مريم ونسيبتها. تُعلن أليصابات أن صوت سلامها جعل الجنين يرتكض في بطنها فرحًا. ثم تتحدث عن إيمانها: “فطوبي للتي آمنَت أن يتم ما قيل لها من قِبل الرب”. إن حياة الإيمان التي تجلت في العذراء مريم هي سر البركة والسعادة اللتين يحيا بهما الإنسان في الحياة فبدون إيمان لا يمكن إرضاؤه. فليكُن لنا مثل هذا الإيمان العظيم الذي يُطرق أبواب السماء ويصل إلي الله. يقول القديس غريغوريوس أسقف نيصص: “الإيمان يُكمل كل ما نقص في معرفتنا. ويهبنا كل ما هو غير منظور.. “
ثم تتحدث القديسة مريم العذراء في أنشودة رائعة عن الله المخلص: تبتهج روحي بالله مخلصي. معين المتواضعين: رفع المتضعين. صانع العظائم: لأن القدير صنع بي عظائم. الذي رحمته إلي مدي الأجيال: ورحمته إلي جيل الأجيال. مكلِّل شعبه بالخيرات: أشبع الجياع خيرات. الذي لا حدود أو نهاية لقوته: صنع قوة بذراعه.
ومع بداية عام جديد. تذكَّر أن الله هو المخلص من كل الشدائد فلا تخشَ ضيقاً. أو اضطراباً. أو قلقاً. وضعْ أمورك في يد الله القويّ وحده الذي لا حدود ولا نهاية لقوته وقدرته. صانع العظائم والآيات والعجائب التي تفوق فكر الإنسان وتصوره.
وضعْ في قلبك أن الله ينظر إلي المتواضعين ويُعينهم ويرفعهم في حينه. ويجعل وجهه ضد المتكبرين: “شتت المستكبرين بفكر قلوبهم”. سأل القديس يوحنا القصير: “من باع يوسُِف؟”. فقالوا له: “إخوته”. فقال: “ليس إخوته. ولكن اتضاعه هو الذي باعه» لأنه كان قادرًا أن يقول للذي اشتراه أنه أخوهم. لكنه سكت» وباتضاعه بيع. وبذلك الاتضاع صار مدبر ملك مِصر”. إن الإيمان والاتضاع يُعدان سرَّي الحياة الروحية اللذين يجلُِبان للإنسان مراحم الله وبركاته عبر الأزمان.
No Result
View All Result