مصر الحلوة 616 «الآباء الرسل-2» 16/7/2025

تحدَّثت في المقالة السابقة عن “عيد الرسل” وهم تلاميذ “السيد المسيح” الاثني عشروالسبعين رسولاً الذين اختارهم “السيد المسيح”، و”بولس الرسول” الذي اختاره “السيد المسيح” فيما بعد، وقد استُشهِد تلاميذ”السيد المسيح” جميعًا ماعدا القديس “يوحنا الحبيب”. وقد بدأ الحديث عنالتلاميذ بالحديث عن بطرس الرسول وكان يعمل صيادًا للسمك،ثم دعاه “السيد المسيح”وأخاه “أندراوس” ليتبعاه ويصيرا تلميذيه، وقد بشَّر “بطرس الرسول” في العديد من البلاد، وزار “روما” في نهاية حياته؛ حيث استُشهِد مصلوبًا مُنكَّس الرأس هناك على يد الإمبراطور الروماني “نيرون”.

أندراوس الرسول

“أندراوس الرسول” هو أخو “بطرس الرسول”، وكان من تلاميذ “يوحنا المعمدان”، وقد تبع “السيد المسيح” بعد أن سمع شهادة “يوحنا المعمدان” عن “السيد المسيح”: “وَفِي الْغَدِ أَيْضًا كَانَ يُوحَنَّا وَاقِفًا هُوَ وَاثْنَانِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ،فَنَظَرَ إِلَى يَسُوعَ مَاشِيًا، فَقَالَ: «هُوَذَا حَمَلُ اللهِ!»فَسَمِعَهُ التِّلْمِيذَانِ يَتَكَلَّمُ، فَتَبِعَا يَسُوعَ.. كَانَ أَنْدَرَاوُسُ أَخُو سِمْعَانَ بُطْرُسَ وَاحِدًا مِنَ الاثْنَيْنِ اللَّذَيْنِ سَمِعَا يُوحَنَّا وَتَبِعَاهُ”(يو1: 35 – 40). “أندراوس” هو اسم يوناني معناه: “الرجل” والتي تعني (من يحمل صفات الرجولة من شهامة وشجاعة وإقدام)، وقد وُلِد “أنداروس الرسول” في بيت صيدا ثم انتقل إلى كفرناحوم، وتبع “السيد المسيح” منذ بدء خدمته. وهو من دعا أخاه “بطرس” إلى “السيد المسيح”، وقدَّم اليهود اليونانيين إلى “السيد المسيح” حين أرادوا أن يروه: “وَكَانَ أُنَاسٌ يُونَانِيُّونَ مِنَ الَّذِينَ صَعِدُوا لِيَسْجُدُوا فِي الْعِيدِ. فَتَقَدَّمَ هؤُلاَءِ إِلَى فِيلُبُّسَ الَّذِي مِنْ بَيْتِ صَيْدَا الْجَلِيلِ، وَسَأَلُوهُ قَائِلِينَ: «يَا سَيِّدُ، نُرِيدُ أَنْ نَرَى يَسُوعَ» فَأَتَى فِيلُبُّسُ وَقَالَ لأَنْدَرَاوُسَ، ثُمَّ قَالَ أَنْدَرَاوُسُ وَفِيلُبُّسُ لِيَسُوعَ”(يو12: 20 – 22).

بشَّر “أندراوس الرسول” في منطقة شمال العراق، والقسطنطينية (تركيا حاليًا)، وروسيا حيث يُعتَبر شفيع كنيسة روسيا، كما بشَّر في اليونان حيث استُشهِد هناكمصلوبًا، وكان ذلك في 4 كيهك (13 ديسمبر).

يعقوب الكبير (يعقوب بن زبدي)

“يعقوب” اسم عبري ويعني “من يمسك بعقب” أو “من يتبع”، ولد في بيت صيدا وسكن في كفرناحوم. عمل في مهنة الصيد هو وأخوه يوحنا، وقد ذكر معظم الدارسين أن “يعقوب” و”يوحنا” كانا من عائلة غنية؛ ففي دعوة “السيد المسيح” لهما تركا أباهما مع الأجراء (العاملين لديهم): “ثُمَّ اجْتَازَ مِنْ هُنَاكَ قَلِيلاً فَرَأَى يَعْقُوبَ بْنَ زَبْدِي وَيُوحَنَّا أَخَاهُ، وَهُمَا فِي السَّفِينَةِ يُصْلِحَانِ الشِّبَاكَ.فَدَعَاهُمَا لِلْوَقْتِ. فَتَرَكَا أَبَاهُمَا زَبْدِي فِي السَّفِينَةِ مَعَ الأَجْرَى وَذَهَبَا وَرَاءَهُ”(مر1: 19، 20). وهو يُعتَبر من الثلاثة المقربين من “السيد المسيح” الذين شهدواعددًا من المعجزات والأحداث التي اختصَّهُم بها، كإقامة “ابنة يايرس”و”حادثة التجلي”.

بشَّر “يعقوب الرسول” في أسبانيا ويعتبره الإسبان شفيعًا له؛ ثم عاد إلى اليهودية واستُشهِد بيد “هيرودس الملك”؛ ونجد قصة استشهاده في الكتاب: “وَفِي ذلِكَ الْوَقْتِ مَدَّ هِيرُودُسُ الْمَلِكُ يَدَيْهِ لِيُسِيئ إِلَى أُنَاسٍ مِنَ الْكَنِيسَةِ، فَقَتَلَ يَعْقُوبَ أَخَا يُوحَنَّا بِالسَّيْفِ”(أع12: 1، 2). و”يعقوب الرسول” هو أول من استُشهِد على اسم “السيد المسيح” من الآباء الرسل في 17 برموده (25 أبريل).

يوحنا الحبيب (يوحنا بن زبدي)

“يوحنا” اسم عبري معناه “الله يتحنن”؛ وهو أحد تلاميذ النبي “يوحنا المعمدان”، وتبع “السيد المسيح” منذ بدء خدمته. وهو أصغر الرسل عمرًا، كما أنه أحد الثلاثة المقربين من “السيد المسيح”؛ وكان يلقب باسم “التلميذ الذي كان يسوع يحبه”. كتب إنجيل يوحنا وثلاثة رسائل وسفر الرؤيا. وقد علَّم القديس “يوحنا” كثيرًا عن المحبة: “مَنْ قَالَ: إِنَّهُ فِي النُّورِ وَهُوَ يُبْغِضُ أَخَاهُ، فَهُوَ إِلَى الآنَ فِي الظُّلْمَةِ.مَنْ يُحِبُّ أَخَاهُ يَثْبُتُ فِي النُّورِ وَلَيْسَ فِيهِ عَثْرَةٌ.وَأَمَّا مَنْ يُبْغِضُ أَخَاهُ فَهُوَ فِي الظُّلْمَةِ”(1يو2: 9، 10).

“يوحنا الحبيب” هو من تبع “السيد المسيح”.. وظل “يوحنا الحبيب” في أورشليم حتى نياحة “السيدة العذراء”،ثم بشَّر في أفسس إلى أن نُفِي في جزيرة بطمس لمدة عام ونصف؛ حيث رأى رؤياه وكتب سفر الرؤيا. ثم عاد إلى أفسس مرة ثانية. “يوحنا الرسول” هو الوحيد من تلاميذ “السيد المسيح” الذي لم يُستَشهَد بل تنيَّح في 4 طوبة (12 يناير) من سنة 100م. وللحديث بقية.

والحديث في “مصر الحلوة” لا ينتهي!

الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي