No Result
View All Result
أهنئكم جميعًا بالذكرى الثانية والخمسين لانتصارات أكتوبر المجيدة والتي أظهرت تلك المحبة العميقة التي يحملها كل مصري لوطنه، والتي معها دائمًا أتذكر كلمات البابا شنوده الثالث: “مصر ليست وطنًا نعيش فيه، بل وطن يعيش فينا”. فتلك المحبة الغامرة هي ما جعلت أبطال “جيش مصر” لا يهابون موتًا، يقاتلون بضراوة عدوهم غير عابئين بالحياة، فذكرت صحيفةThe Timesالأمريكية في 11 أكتوبر 1973م: “واضح أن العرب يقاتلون ببسالة ليس لها مثيل، ومن المؤكد أن عنف قتالهم له دور كبير في انتصاراتهم. وفي نفس الوقت، ينتاب الإسرائيليون إحساسًا عامًّا بالاكتئاب لدى اكتشافهم الأليم، الذي كلَّفهم كثيرًا، أن المصريين والسوريين ليسوا في الحقيقة جنودًا لاحول لهم ولا قوة. وتشير الدلائل إلى أن الإسرائيليين كانوا يتقهقرون على طول الخط أمام القوات المصرية والسورية المتقدمة”.
تلك المحبة التي دفعت العقل المصري إلى العمل بلا هوادة حتى يحقق الكفاءة والتقدم، فذكرت صحيفة The Observerالبريطانية في 20 أكتوبر 1973م: “إن مصر قد لحقت بإسرائيل وسبقتها تكنولوجيًا في ميدان الصواريخ والإلكترونيات”. وليس في ذلك فحسب بل في إيجاد الحل لأسطورة “خط بارليف” المنيع الذي بهر العالم بحصانته المنيعة، ذلك الساتر الترابي الذي وصفه “حمدي الكنيسي”، المراسل الحربي المصري خلال حرب أكتوبر 1973م: “هو أقوى خط دفاعي في التاريخ الحديث كان يبدأ من قناة السويس وحتى عمق 12 كم داخل شبه جزيرة سيناء، وكان يتكون من الخط الأول والرئيسي على امتداد الضفة الشرقية لقناة السويس وبعده على مسافة 3 – 5 كم كان هناك الخط الثانى ويتكون من تجهيزات هندسية ومرابض للدبابات والمدفعية، ثم يأتي بعد ذلك وعلى مسافة من 10 – 12 كم الخط الثالث الموازي للخطين الأول والثاني، وكانت به تجهيزات هندسية أخرى وتحتله احتياطيات من المدرعات ووحدات مدفعية ميكانيكية، وكل هذه الخطوط بطول 170 كم على طول قناة السويس”.
وقد ذكر “موشي ديان” وزير الدفاع الإسرائيلي عنه: “لن تنال عمليات العبور المصرية – إن حدثت – من قبضة إسرائيل المُحكَمة على خط بارليف، لأن الاستحكامات الإسرائيلية على الخط أشد منعة وأكثر تنظيمًا. ويمكن القول إنه خط منيع يستحيل اختراقه، وأننا الأقوياء إلى حد نستطيع معه الاحتفاظ به إلى الأبد”.
وفي 10 أغسطس1973م، أكد “ديان” على قوة خط بارليف وحصانته، فقال في كلية الأركان الإسرائيلية: “إن خطوطنا المنيعة أصبحت الصخرة التي سوف تتحطم عليها عظام المصريين، وإذا حاولت مصر عبور القناة فسوف تتم إبادة مابقي من قواتها”. بينما ذكر رئيس الأركان “داڤيد بن أليعازر”: “إن خط بارليف سيكون مقبرة للجيش المصري”.
إلا أن العقل المصري بعبقريته لم يتوقف أمام ما يراه العالم مستحيلاً، ليبرز اللواء “باقي زكي يوسف” طارحًا فكرته الفذة لهدم الساتر الترابي،باستخدام مدفع مائييعمل بالمياه المضغوطة لإزالة أي عائق رملي أو ترابي، في زمن قصير، بدون تكاليف باهظة وأيضًا بلا خسائر بشرية!
وهكذا عبر الجيش المصري القناة وسقط الخط الإسرائيلي الحصين في غضون ساعات معدودات!! ليعلن العالم سقوط أسطورة الخط الذي لا يُقهَر.
أختم كلماتي بقصيدة “في حب مصر” لقداسة البابا شنوده الثالث:
جعلتك يا مصر في مهجتي
وأهواك يا مصر عمق الهوى
إذا غبتُ عنك ولو فترة
أذوب حنينًا أقاسي النوى
إذا عطشتُ إلى الحب يومًا
بحبك يا مصر قلبي ارتوى
نوى الكل رفعك فوق الرؤوس
وحقًّا لكل أمرئ كل ما نوى
أهنئكم جميعًا بانتصارات أكتوبر المجيدة؛ وكل عام وجميع المصريين بخير، مصلين إلى الله أن يبارك بلادنا الحبيبة “مصر”، ويحفظها في أمن وسلام.
والحديث في “مصر الحلوة” لا ينتهي!
الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي

No Result
View All Result