شارك نيافة الأنبا إرميا، الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، في ختام فعاليات اليوم الرابع والأخير من “الملتقى الحواري لبناء الوعي وتعزيز الهوية المصرية”، الذي نظمه قطاع الأنشطة الطلابية ومعهد إعداد القادة بالتعاون مع لجنة التعليم ببيت العائلة المصرية، تحت رعاية الأستاذ الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وبإشراف الأستاذ الدكتور كريم همام، مستشار الوزير للأنشطة الطلابية ومدير معهد إعداد القادة.
شهد الملتقى مشاركة موسعة من طلاب الجامعات المصرية الحكومية والتكنولوجية والأهلية والخاصة، بالإضافة إلى طلاب المعاهد العليا، في إطار تفاعل وطني مميز يعكس روح “الجمهورية الجديدة” والتلاحم بين مؤسسات الدولة والمجتمع.
وقد جاء تنظيم هذا الملتقى من قبل قطاع الأنشطة الطلابية ومعهد إعداد القادة، في إطار استراتيجية الوزارة الهادفة إلى تعزيز وعي الشباب، وتحصينهم فكريًا وثقافيًا ضد التيارات المتطرفة، باعتبارهم الركيزة الأساسية لمستقبل الوطن واستقراره.
الجلسة الافتتاحية
بدأ اللقاء بالجلسة الافتتاحية للملتقى لتشكل انطلاقة قوية للفعاليات، حيث تحدث فيها كلا من نيافة أنبا إرميا الأسقف العام، وفضيلة الدكتور محمد أبو زيد الأمير ، والدكتور عبد المسيح سمعان ، و الدكتور محمد الشربيني، الدكتور كريم همام.
وفي كلمته الافتتاحية المؤثرة، وجه نيافة الأنبا إرميا كلامة للشباب قائلاً:
“أنتم أمل مصر الحي، ووعيكم هو الطريق إلى السلام، وإن وحدتكم هي الحصن الحقيقي للأوطان”. كما شدد على أهمية الدور التكاملي بين المؤسسات الدينية والتعليمية في احتضان أفكار الشباب ومبادراتهم، مؤكدًا أن بناء الإنسان هو الأساس لأي نهضة حقيقية.
ثم تحدث فضيلة الدكتور محمد أبو زيد الأمير، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحري السابق والمنسق العام لبيت العائلة المصرية، مؤكدًا أن “الطلاب اليوم ليسوا مجرد متلقين، بل شركاء فاعلين في بناء وطن يتسع للجميع، ويزدهر بعقول شبابه الواعي، المتسامح، المحب للحياة”.
وتحدث الدكتور عبد المسيح سمعان، مقرر لجنة التعليم ببيت العائلة المصرية والأستاذ بجامعة عين شمس، مشددًا على أن التعليم ليس فقط أداة للمعرفة، بل بوابة للسلام المجتمعي، وأن وعي الطلاب هو الاستثمار الأهم للدولة المصرية في ظل التحولات العالمية المتسارعة.
كما أوضح الدكتور محمد الشربيني، مقرر مساعد لجنة التعليم ببيت العائلة المصرية ونائب رئيس جامعة الريادة، أن هذا الملتقى يعد فرصة ذهبية لتمكين الطلاب من التعبير عن أنفسهم، والانخراط في قضايا الوطن، مشيرًا إلى أن الحوارات الهادفة هي السبيل الأمثل لتكوين شخصية متوازنة، متمسكة بجذورها، ومنفتحة على العالم.
وأكد الدكتور كريم همام، مستشار وزير التعليم العالي للأنشطة الطلابية ومدير معهد إعداد القادة، أن هذا الملتقى يجسد رؤية الدولة في تحويل العمل الشبابي إلى ممارسة حقيقية، مشيرًا إلى أن “كل فكرة طُرحت هنا تمثل لبنة في بناء الجمهورية الجديدة.
وقد تميز اليوم الختامي بجلسات حوارية ثرية جمعت بين الطلاب وأعضاء بيت العائلة المصرية، في سابقة تُعد الأولى من نوعها، حيث فُتح باب الحوار المفتوح والمباشر بين القيادات الدينية والتعليمية والشباب، داخل منارة تدريبية هدفها بناء الإنسان المصري الواعي والمستنير، ليعكس هذا الملتقى إيمان الدولة العميق بأهمية إشراك الشباب في صناعة القرار وتشكيل وعي مجتمعي متماسك، بما يواكب تطلعات الجمهورية الجديدة.
الجلسات الحوارية لترسّخ قيم المواطنة والتعايش
بدأت الجلسة الحوارية الأولى، التي جاءت تحت عنوان “الشباب قوة مصر الناعمة.. تعزيز الهوية والانتماء”، وأدارها الدكتور يحى عطية سليمان، الأستاذ بجامعة عين شمس، حيث اجتمع عدد من رموز التعليم والفكر لمناقشة دور الشباب في الحفاظ على الهوية الوطنية وتعزيز الانتماء. شارك في الجلسة كل من الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم السابق ورئيس جامعة الريادة، الدكتور عاطف عدلي، العميد السابق بكلية التربية للطفولة المبكرة بجامعة القاهرة، الدكتور وائل فؤاد، المدرس بجامعة عين شمس. وتناول الحوار أهمية تمكين الشباب من فهم جذورهم الثقافية والاجتماعية، وكيفية ترسيخ هذه القيم منذ الطفولة، وتوظيف الأدوات المعاصرة – وعلى رأسها التكنولوجيا – في بناء الوعي وتعزيز الهوية دون تفريغها من مضمونها.
أما الجلسة الحوارية الثانية، التي جاءت تحت عنوان “التسامح والأخاء.. جسرا للسلام والتعايش”، وأدارها الدكتور محمد الشربيني، مقرر مساعد لجنة التعليم ببيت العائلة المصرية ونائب رئيس جامعة الريادة، فقد ناقشت المفاهيم الجوهرية للتسامح كقاعدة للتعايش المجتمعي. وشارك في هذه الجلسة كل من فضيلة الدكتور محمد أبو زيد الأمير، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحري السابق والمنسق العام لبيت العائلة المصرية، الدكتور عبد المسيح سمعان، مقرر لجنة التعليم ببيت العائلة المصرية والأستاذ بجامعة عين شمس، والدكتور محمود فؤاد، مستشار التربية الدينية بوزارة التربية والتعليم. وتطرق الحوار إلى أهمية ترسيخ ثقافة التسامح في المؤسسات التعليمية، وتعزيز قيم الإخاء والاحترام المتبادل، كأساس لصياغة مستقبل يعكس روح الجمهورية الجديدة.
وبين محاور الفكر والنقاش، كان اليوم الختامي للملتقى الحواري لبناء الوعي فرصة ذهبية لتكريس الحوار البناء بين الأجيال، حيث تم تبادل الرؤى والمبادرات والمقترحات التي تقدم بها الطلاب في جلسات غنية بالوعي والتنوع، أبرزت حجم الوعي الذي يتمتع به شباب مصر، وأكدت أنهم على قدر المسؤولية في حمل مشعل الجمهورية الجديدة. وقد أثبت هذا الملتقى أن بناء الوعي ليس رفاهية، بل ضرورة وطنية، وأن شباب مصر، حين يُستمع إليهم، يقدمون خلاصة فكر ناضج يستحق أن يُبنى عليه.
حضر الجلسة الحوارية الثانية الدكتور محمد المصري منسق عام الأنشطة الطلابية بالجامعة المصرية للتعلم الالكتروني الأهلية، وقدم كلمة لطلاب الجامعات والمعاهد المصرية موضحًا فيها، أن ما شهده اليوم في اللقاء الحواري لهو ترجمة حقيقية لبناء وعي الطلاب، وتعزيز قيم المواطنة والانتماء للدولة المصرية.