أهنئكم بعيد الميلاد المجيد الذي نحتفل به اليوم، متمنيـًا أن يكون هٰذا العام عام سلام وخير لمِصر، وللشرق الأوسط، وللعالم بأسره.
حين ننظر إلى مشهد الميلاد في بساطته وتواضعه، يتجلى أمام أعيننا أن اهتمام الله الأول في حكمه على الإنسان هو تواضعه ومحبته وأمانته. فعندما نقترب إلى أحداث الميلاد، نجد أن الذين دُعوا إلى رؤية “طفل المذود” كانوا من أصحاب القلوب المتواضعة ولٰكنها في الوقت نفسه العظيمة أمام الله. وبينما يقوم بعض الرعاة على حراسة رعيتهم في مدينة “بيت لحم”، إذ يظهر ملاك الرب لهم، وهم ساهرون، ليبشرهم بميلاد السيد المسيح ويرشدهم إلى مكانه: “«لا تخافوا! فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب: أنه وُلد لكم اليوم في مدينة داوُد مخلص هو المسيح الرب. وهٰذه لكم العلامة: تجدون طفلـًا مُقَمَّطـًا مُضجَعـًا في مذود».” (لوقا 10:2-12). فالدعوة إلى رؤية وليد المذود دائمـًا ما ترتبط بالقلوب المحبة المتواضعة التي تسهر على عملها بقلب صالح وأمين، في حين لم يستطِع العظماء مثل “هيرودس” الملك، أو رؤساء الكهنة وكتبة اليهود، أن يشهدوا الميلاد العجيب لأجل تعاظمهم.
وكل عام وجميعكم بخير.
الأسقف العام رئيس المركز الثقافيّ القبطيّ الأرثوذكسيّ