أود أن أهنئكم جميعًا بعيد “القيامة المجيد”، الذي يحتفل به مَسيحيو الشرق اليوم، مصلين لله أن يهب بركاته لبلادنا الحبيبة “مِصر” والمِصريين جميعًا.
وفي احتفالنا بالقيامة، نتذكر أن القيامة هي تعزية لكل إنسان عن جميع ما صادفه من أتعاب في هذه الحياة؛ فيوجد من مرت بهم آلام المرض فاحتملوها وهم يشكرون الله، بل منهم من لم يعبأ بآلامه الشخصية، بل أخذ يمُد يداه إلى مساعدة المتعبين وخدمتهم، محاولاً تخفيف آلام كل من يلتقيه في رحلة الحياة!! ومنهم من اجتاز آلام الظلم من الآخرين، ثابتًا في محبته للجميع، منفذًا وصية السيد المسيح: “أحِبوا أعداءكم. بارِكوا لاعنيكم. أحسِنوا إلى مبغضيكم، وصلُّوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم، لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات، فإنه يشرق شمسه على الأشرار والصالحين، ويمطر على الأبرار والظالمين”. وآخرون تعرضوا لآلام فقدان أعزاء وأحباء لهم؛ فوضعوا رجاءهم في الله، مثبتين أنظارهم على الحياة الأبدية، مؤمنين بالقيامة بعد اجتياز جسر الموت، واثقين أن هناك موعدًا للقاء ثانٍ مع أولٰئك الأحباء في السماء. وأناس في فقر مُدقِع، لٰكنهم يشكرون الله على جزيل عطاياه!
إن القيامة، يا إخوتي، هي مصدر التعزية لنفوس وضعت رجاءها في الله، مترنمة بالشكر له على الرغم من آلامها ودموعها، فاستحقت الأبدية السعيدة، وأن تنال عناية الله التي ذكرها القديس “يوحنا الإنجيليّ”: “… وسيمسح الله كل دمعة من عيونهم، والموت لا يكون في ما بعد، ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع في ما بعد، لأن الأمور الأولى قدمضت».”؛ نعم، في الأبدية: لا ألم ولا حزن ولا دموع،بل فرح دائم.
كل عام وجميعكم بخير.
الأسقف العام رئيس المركزالثقافيّ القبطيّ الأرثوذكسيّ