أهنئ جميع المِصريين بالعام الجديد و”عيد الميلاد” الذي يحتفل به مسيحيو الشرق اليوم، مصلين إلى الله أن يهب بلادنا مصر البركات والخيرات والسلام، وأن يُنعم على العالم بأسره بالسلام، وأن يحفظ الجميع من الحروب والأوبئة والأمراض.
في عيد الميلاد، نحتفل بالسيد المسيح الذي وُلد في مِذود للحيوانات إذ لم يكن له مكان في أي منزل أو فندق ببيت لحم اليهودية لاستقباله، مقدمًا تواضعًا عجيبًا، وهو المولود الذي احتفلت بميلاده السماء وأنشدته الملائكة أنشودتها الخالدة: “المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة”!! عاش السيد المسيح حياته في تواضع يندر أن يوجد له مثيل، فلم يمتلك شيئًا في هذا العالم، بل لم يكُن له أين يسند رأسه. وحين قيل له: “«يا معلِّم أتبعك أينما تمضي». فقال له يسوع: «للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار، وأما ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسه».”، وأعلن أنه يقبل الجميع وأتى من أجل كل إنسان ولاسيما الفقراء والمحتاجين. وعلَّم أن معنى الراحة والسعادة الحقيقية هي في حياة الوداعة والتواضع حين قال: “تعالَوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال، وأنا أريحكم. احملوا نيري عليكم وتعلَّموا مني، لأني وديع ومتواضع القلب، فتجدوا راحة لنفوسكم.”. وهٰكذا أصبحت إحدى رسائل الميلاد “التواضع والقلب المحب” لجميع البشر المقدم الخير لكل إنسان.
كل عام وجميعكم بخير.
الأسقف العام رئيس المركز الثقافيّ القبطيّ الأرثوذكسيّ