انطلقت مساء الاثنين 2 يناير 2017م، مباردة “مصر المواهجة”، والتى ينظمها قطاع شئون الانتاج الثقافى، التابع لوزارة الثقافة، فى المسرح القومى، بحضور الكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزير الثقافة، والدكتورة غادة والى، وزيرة التضامن الاجتماعى، ونيافة الأنبا أرميا الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، ونيافة الأنبا أبيفانيوس رئيس وأسقف دير أبو مقار، والدكتور سعد الدين الهلالي أستاذ الفقه المقارن في جامعة الأزهر، والمخرج خالد جلال رئيس قطاع شئون الإنتاج الثقافي، والدكتور وسيم السيسي، بالإضافة إلى عدد كبير من رؤساء قطاعات وزارة الثقافة ونخبة كبيرة من الكتاب والمثقفين والفنانين.
وفى بداية الحفل قال الدكتور خالد جلال رئيس قطاع شئون الانتاج الثقافى، إن هذه المباردة التى تطلقها وزارة الثقافة، من خلال قطاع شئون الانتاج الثقافى ومؤسساته السبع، لمساندة مصر فى مواجهة الإرهاب الأسود وقوى الظلام التى تستهدف أمن واستقرار هذا الوطن.
وأضاف خالد جلال: فهى معركة لابد وأن تتضافر فيها كافة الجهود لخضوها بكل الأسلحة الممكنة، لاسيما المجال الفنى والثقافى فهو سلاح ماض حيث إنه قوة مصر الناعمة التى اعتمدت عليها فى كل العصور فى تشكيل وعى الجماهير فى مواجهة كل فكر منحرف ليس فى مصر وحدها وإنما فى الأمة العربية كلها.
وتابع “جلال”: وإننا لندعو كل المفكرين والمبدعين للمشاركة بأعمالهم لدعم هذه المبادرة، فالباب مازال مفتوحًا لكى يشارك الجميع فى كل المجالات، فى الأدب والشعر والغناء والموسيقى وفى المسرح وغيرها من المجالات الثقافية.
قال الكاتب الصحفى حلمى النمنم وزير الثقافة، إننى فى البداية أهنىء مصر، والأخوة المسيحيين بعيد الميلاد المجيد، الذى سيحل علينا خلال أيام، مضيفاً: لقد كانت مصر دائماً على موعد مع القدر، وعلى أرضها تحسم معارك التاريخ الكبرى، حسمت قضية التوحيد مع “إخناتون”، وبين أهلها تم اكتشاف مفهوم الضمير الإنسانى والأخلاقى، وعلى النحو الذى شرحه “برستيد” فى كتابه “فجر الضمير”، وعلى حدودها وضعت النتيجة النهائية للحربين العالميتين فى القرن العشرين.
وأضاف “النمنم”: ولم يكن مصادفة أن تكون مصر هى التى نبهت منذ أكثر من عامين، على لسان السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن الإرهاب ليس مشكلة مصرية فقط، وأنه سيصبح مشكلة دولية، وسيطال الجميع، وها هى النبوءة تتحقق؛ ويتأكد صحة الموقف المصرى، إن المواجهة يجب أن تكون دولية.
وأشار “النمنم” إلى أن مصر واجهت الإرهاب من قبل وتواجهه الآن، وسوف تظل تواجهه إلى أن يتراجع تماماً، تواجهه قواتنا المسلحة وقوات الأمن فى سيناء وفى أى موقع، وتواجه الثقافة والفن المصرى فكرياً وإبداعيًا، وهذه المبادرة التى ينظمها قطاع الانتاج الثقافى، واحدة من حالات المواجهة الفعلية التى تقوم بها قطاعات الوزارة المختلفة.
وختم حلمى النمنم كلمته قائلاً: وسوف تنتصر مصر جيشًا وشعباً، وسوف تنتصر الثقافة المصرية، ثقافة حب الحياة والدفاع عنها فى مواجهة ثقافة الموت والكراهية.
قال الأنبا أرميا الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي: إننا على موعد دائم مع مقاومة الإرهاب الأسود سواء على مستوى مصر أو العالم لنقدم لهم السلام، ولينظر العالم إلى ما ذكر عن مصر فى القرآن الكريم أو الكتاب المجيد.
وطالب نيافة الأنبا أرميا مساعدة الشيخ أسامة الأزهرى والكاتب الصحفى حلمى النمنم، فى تفسير وضع الشخص المنتحر فى الأديان، وهل تجوز الصلاة عليه؟، مضيفًا: يجب أن نقدم لأولادنا أن المنتحر لا تقبل عليه الرحمة، وأن ليس له مكان فى يوم الدينونة، والعديد من الآيات فى القرآن الكريم تدلل على حرمة قتل النفس، وكذلك فى المسيحية.
وأضاف نيافته: ومن هنا أعتقد جاءت هذه المبادرة، فلا بد من اقتلاع جذور الإرهاب، وبما أننا في وزارة الثقافة وهى رمز لمصر والمصريين وما تعبر عنه وترتبط به من معرفة فبلاشك فإنه لا تأثير فى أبناءنا إلا من خلال الثقافة.
وختم الأنبا أرميا كلمته قائلاً: باسم قداسة البابا الأنبا تواضرس الثاني نتوجه بالشكر إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي لأنه وعد فأوفى، ولم نكن نصدق أو نتخيل أن هذا الترميم للكنسية البطرسية سوف يتم فى خلال ١٥ يوم، إلا أنه وعد فصدق وأوفى، كما نتوجه بالشكر للدكتورة غادة والى لما قدمته من دعم لأسر الشهداء.
ومن جانبه قال الدكتور وسيم السيسى: إن أى ارهاب يأخذ وقته وينتهى، ولننظر فى التاريخ سنجد أن الارهاب ينتهى، وقد بدأ الإرهاب فى الانحسار، والشعب المصرى كما يقول المؤرخون “أن المشكلة ليست فى اختراقه بل فى الوصول إليه”، وتاريخ مصر ملئ بالكفاح الوطنى.
وأضاف وسيم السيسى: وفى تصورى أننا فى حاجة لمواجهة المستنقع، فما نعيشه الآن هو المواجهة الآنية التى تتمثل فى قتل البعوض فقط، لكننا فى حاجة إلى ردم هذا المستنقع، الذى يأتينا منه البعوض، كما أننا فى أمس الحاجة إلى سيادة القانون هو الحل الفورى، وكذلك المواجهة للجذور.
ورأى “السيسى” أن الانتماء للوطن لا يأتى إلا بالحب، والحب لا يأتى إلا الإعجاب، وأن التنوير لا يأتى إلا بالمعرفة، ومن هنا علينا أن نؤكد على أن الانتماء للوطن لا يأتى أيضًا إلا من خلال انتماء الوطن لأبناءه، وانتماء الأبناء للوطن.
ومن جابنه قال الشيخ أسامة الأزهرى: لقد تعرضت لمواقف خلال حياتى خرجت منها بأن هناك أجيالاً عاشت وماتت ولم تدرك قيمة مصر، واليوم، أرى أمامى مبادرة “مصر المواجهة” التي تمثل صورة من صور إرادة الحياة ونحن ندشن هذا المبادرة ونؤكد على ما قاله وزير الثقافة بأننا نحب الحياة.
وأضاف “الأزهرى”: وتأتى هذه المبادرة فى بداية عام ٢٠١٧، الذى نهنئ فيه مصر بميلاد سيدنا عيسى عليه السلام، وقبلها بأيام كنا نحتفل بميلاد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وميلادهما يبرز ما حدث على أرض مصر ومركزيتها، ومن أرض مصر ستنطلق قاطرة المواجهة والإحياء وشعارات تبنى على ثقافة حوار الحضارات لا الصراع، ولتولد مصر من جديد والحضارة والعلوم تأتى أجيال بعد قرون لتذكر الآباء.