تحتفل مِصر في هٰذه الأيام بالذكرى السبعين لقيام “ثورة 23 يوليو” سنة 1952م، التي تُعد إحدى المحطات المهمة في التاريخ المِصري الممتد آلاف السنين، وشرارة انطلاق ثورات تالية ببلاد كانت تئن آنذاك تحت وطأة الاحتلال وقيوده.
جاءت ثورة مِصر على أيدي بعض ضباط جيشها، أطلقوا على أنفسهم “الضباط الأحرار”، وهم: مُحمد نجيب، جمال عبد الناصر، أنور السادات، حسين الشافعي،عبد الحكيم عامر، زكريا محيي الدين،خالد محيي الدين،جمال سالم، صلاح سالم، كمال الدين حسين، عبد اللطيف البغدادي، حسن إبراهيم؛ حيث عُرفت أولاً باسم “حركة الجيش”، ثم حملت اسم “ثورة 23 يوليو”.
أما عن أسباب الثورة، فتعود لاستمرار تجاهل الملك فاروق لمعاناة أغلبية الشعب المِصري، مع ازدياد الاضطرابات الداخلية والصراعات كمجزرة الإسماعيلية وحريق القاهرة والصراع بين الإخوان وحكومة النقراشي. كذٰلك كان لهزيمة الدُّول العربية في حرب فلسطين 1948م أثر عميق، وبالأخص التورط في قضية الأسلحة الفاسدة. أيضًا كان موقف هيئة الأمم المتحدة من قضية جلاء القوات البريطانية، وتفاقم التدخل الأجنبي في شؤون البلاد بمحاولته تقليص دور الجيش المِصريّ، دافعين قويَّينإلى التحرك نحو الثورة. علاوة على سوء الأحوال الاقتصادية التي كان يَرزَحفيها المِصريون حتى بلغت نسبة بطالتهم 46%، وغياب العدالة الاجتماعية وتفشي الظلم والقهر وتدني المستوى الصحيّ حتى وصلت نسبة الفقر والأمية 90%، وارتفعت معدلات المرض فصار 45% من المِصريين مصابين بالبلهارسيا أو بأمراض تنتج عن سوء التغذية.
وتحددت ساعة الصفر، في الواحدة من ليلة الأربعاء 23/7/1952م، حيث اكتملت السيطرة على قيادة القوات المسلحة واعتقال ما بها من قيادات، وتمكن الضباط الأحرار من الاستيلاء على الإذاعة والمرافق الحيوية، وأُذيع البيان الأول للثورة موجهًا إلى الشعب المِصريّ، جاء فيه:
“من اللُّواء أركان حرب مُحمد نجيب القائد العام للقوات المسلحة إلى الشعب المِصريّ: اجتازت «مِصر» فترة عصيبة في تاريخها الأخير من الرِّشوة والفساد وعدم استقرار الحكم. وقد كان لكل هٰذه العوامل تأثير كبير في الجيش، وتسبب المرتشون والمُغرِضون في هزيمتنا في حرب فلسطين. وأمّا فترة ما بعد هٰذه الحرب، فقد تضافرت فيها عوامل الفساد، وتآمر الخونة على الجيش، وتولى أمره إمّا جاهل أو خائن أو فاسد حتى تُصبح مِصر بلا جيش يحميها؛ وعلى ذٰلك، فقد قمنا بتطهير أنفسنا، وتولى أمرنا في داخل الجيش رجال نثق بقدرتهم وبخلقهم وبوطنيتهم …”.
وقد أُجبر الملك على التنازل عن العرش لوليّ عهده الأمير أحمد فؤاد، وعلى مغادرة البلاد. ثم أُلغيت الملكية وأُعلنت الجُمهورية في 18/7/1953م. وبدأت الثورة في سعي لتحقيق مبادئ ستة كانت هي عماد سياستها نحو حياة كريمة للمِصريِّين، ملخصها: القضاء على كل من الإقطاع، والاستعمار، وسيطرة رأس المال على الحكم، وإقامة حياة ديمقراطية سليمة، وجيش وطنيّ قويّ، وتحقيق عدالة اجتماعية.
أما عن عَلاقة الثورة بالأقباط، فقد بدأت بقَبول يشوبه بعض القلق، إلا أن عددًا من الكتاب أكد ترحيب أقباط مِصر بالثورة؛ ومن أشهر الشخصيات التي أيدتها الكاتب “سلامة موسى” الذي وجه مقالات كثيرة إلى مجلس قيادتها، والقمص سَرجيوسسَرجيوس. وقد زار زعماء الثورة مقار الإيبارشيات بالمحافظات، وكذٰلك أرسل اللواء مُحمد نجيب رئيس الجُمهورية آنذاك بطاقة تهنئة بعيد الميلاد سنة 1953م. وفي الذكرى الأولى للثورة، وافق مجلس قيادتها على طلب البابا يوساب الثاني بمنح العاملين الأقباط بالدولة عطلات رسمية للاحتفال بأعياد الميلاد والغطاس وأحد الشعانين وخميس العهد والقيامة، وسُمح لهم بالتأخر عن العمل ساعتين يوم الأحد حتى العاشرة صباحًا لحضور صلوات القداس، وأيضًا دُعي البابا يوساب إلى حضور عدد من المناسبات الوطنية والشعبية.
وقد تعمقت عَلاقة الكنيسة القبطية بـ”ثورة 23 يوليو” وبرجالاتها، وبخاصة الرئيس جمال عبد الناصر، مع تولي البابا كيرلس السادس السُّدة المَرقسية؛ فقد كانت تربطهما عَلاقة وطيدة من المحبة والتقدير والاحترام لم يشهد لها التاريخ المِصريّ الحديث مثيلاً.
وتعددت اللقاءات بين الرئيس والبابا متسمةً بأحاديث شديدة الود؛ففي مرة قال البابا للرئيس: “إني ـ بعون الرب ـ سأعمل على تعليم أبنائي معرفة الرب، وحب الوطن، ومعنى الأخوّة الحقة؛ ليشِبّ الوطن وَحدة قوية لديها الإيمان بالرب والحب للوطن”؛ لقد كانت محبة الوطن تجمعهما معًا. وفي لقاء جمع بين الرئيس عبد الناصر والبابا كيرلس السادس، في 8/5/1965م؛ وافق الرئيس على طلب البابا ببناء 25 كنيسة سنويًّا يحدد قداسته أماكنها، وأمر الرئيس بفتح كنيسة حدائق حلوان التي ظلت مغلقة قرابة عام، معلِّقًا: “إن أماكن العبادة لابد أن تنتشر، ويجب أن يعرف الجميع الله، والإيمان يجب أن يمَس كل القلوب”.
وسنة 1965م، طلب الرئيس من البابا بناء مقر بابويّ جديد لزيارته فيه، ثم أعلن سيادته إسهام الدولة في بناء الكاتدرائية المَرقسية الجديدة، وفي 24/6/1965م ألقى الرئيس كلمة في حفل وضع حجر أساسها، جاء فيها:“أيها الإخوة، يسُرني أن أشترك معكم اليوم في إرساء حجر الأساس للكاتدرائية الجديدة. وحينما تقابلت أخيرًا مع البابا في منزله، فاتحته في بناء الكاتدرائية، وأن الحكومة مستعدة للمساهمة في هٰذا الموضوع. ولم يكُن قصدي من هٰذا فعلاً المساهمة المادية؛ فالمساهمة المادية أمرها سهل وأمرها يسير، ولٰكني كنت أقصد الناحية المعنوية. هٰذه الثورة قامت أصلاً على المحبة وعلى الخير، ولم تقُم أبدًا بأيّ حال من الأحوال على الكراهية أو على التعصب. هٰذه الثورة قامت من أجل مِصر ومن أجل العرب جميعًا. هٰذه الثورة قامت وهي تدعو إلى المساواة وتكافؤ الفرص والمحبة والمساواة. وتكافؤ الفرص من أول المبادئ التي نادت بها الأديان السماوية؛ لأننا بالمحبة والمساواة وتكافؤ الفرص نستطيع أن نبني المجتمع الصحيح، المجتمع السليم الذي نريد والذي نادت به الأديان… هٰذا هو مفهوم الثورة للديانات: بالمحبة، بالإخاء، بالمساواة، بتكافؤ الفرص، نستطيع أن نخلق الوطن القويّ الذي لا يعرِف للطائفية معنًى، ولا يحس بالطائفية أبدًا، بل يحس بالوطنية؛ الوطنية التي يشعر بها الجنديّ في ميدان القتال … عاوزين الكمال، وعاوزين الوحدة الوطنية ـ الِّي بُنيت بالدم سنة 19 وقبل سنة 19 ـ تتدعم وتقوى، وعاوزين كل واحد في بلدنا يثق بنفسه ويثق أن البلد بلده، بلد المسلم وبلد المسيحي 100% …”.
وفي 10/5/1967م، أثناء زيارة البابا كيرلس السادس للرئيس جمال عبد الناصر بمنزله بمنشية البكري، نوقشت مشكلة المجلس المليّ؛ وأصدر الرئيس القرار الجمهوريّ رقْم 2326 لسنة 1967م بحل المجلس المليّ وتجميد نشاطه، وبتأليف لجنة لإدارة الأوقاف القبطية، ونص فيه: “تولي البطريرك الشُّؤون المالية للكنائس والمعاهد الدينية، وله الحق في أن يفوض في ذٰلك المطارنة والأساقفة في حدود اختصاصاتهم، أو من يرى تفويضه في ذٰلك من غيرهم”، وكذٰلك تبرعت مؤسسة الرئاسة بعشَرة آلاف جنيهًا لسداد عجز الميزانية. وفي تلك الزيارة، طلب قداسة البابا طلب مرتين السماح بانتهائها حفاظًا على وقت الرئيس، لٰكن الرئيسقال لقداسته في ود إن ميعاد الزيارة لم ينتهِ! وعند نهاية الزيارة، هنأ الرئيس البابا كيرلس بعيد رسامته، متمنيًا له أيامًا سعيدة؛ فشكره قداسة البابا، واضعًا يده على صدره في لطف، وهو يقول: “إني أضع يدي على يد الله؛ لأنه مكتوب عندنا أن يد الله على قلوب الرؤساء.”؛ فاغتبط عبد الناصر وسُر بتلكالكلمات. وفي مساء ذٰلك اليوم نفسه، جاء الى قداسة البابا كيرلس أحد رجال الدولة ليقدم إلى قداسته شكر الرئيس على تلك الزيارة المباركة التي كانت في الصباح، وأشار أن الرئيس كان يشعر بآلام في صدره قبل الزيارة، لٰكنها زالت تمامًا حين وضع قداسة البابا يده على صدره.
وفي شراء أرض دير مار مينا بمريوط، قدم أبناء الرئيس عبد الناصر تبرعًا ماديًّامن مِصروفهم؛ فيذكر الكاتب الصحفي محمود فوزي: “تعود قداسة البابا أن يزور الرئيس عبد الناصر في منزله … وفي زيارة من هٰذه الزيارات … جاء إليه أولاده، وكل منهم يحمل حصالته، ووقفوا أمامه؛فقال الرئيس لقداسته:أنا علمت أولادي وفهمتهم إن الِّي يتبرع لكنيسة زي الِّى يتبرع لجامع، والأولاد لما عرفوا إنك بتبني كاتدرائية صمموا على المساهمة فيها، وقالوا:هنحوِّش قرشين، ولما ييجي البابا كيرلس هنقدمها له. وأرجو: لا تكسفهم، وخد منهم تبرعاتهم …”.
وتأتي رياح العُدوان على أرض مِصر،بالاحتلال الإسرائيلي لسيناء سنة 1967م؛ ليهب البابا كيرِلُّس السادس مقدمًا دَورًا وطنيًّا في مساندة وطنهبرسائل وبيات باباوية أصدرها في لقاءات شارك فيها من ندوات ومؤتمرات شعبية؛ من أجل لم شمل المِصريِّين معًا واجتياز الأزمة التي تتعرض لها البلاد، ولتدعيم موقف الرئيس جمال عبد الناصر. وكان من أدوار قداسته المأثورة أن طلب من الإمبراطور الإثيوبيّ هَيلاسِيلاسي أن يتخذ موقفًا مؤيدًا لقضية مِصر في هيئة الأمم المتحدة.
ولا يُنسى للبابا كيرلس السادس موقفهبعد إعلان الرئيس جمال عبد الناصر تنحيه عن الرئاسة، مساء 8/6/1967م عقب هزيمة يونيو: ففي صباح اليوم التالي، بينما البابا يصلي قداسًا كعادته اليومية، إذ يذكر مِصر ورئيسها وشعبها، ثم فور انتهاء الصلاةيتحرك مباشرة من البطريركية، يصحبه لفيف من الآباء المطارنة والكهنة، إلى قصر الرئاسة حيث التقى سكْرِتير الرئيس عبد الناصر الذي كان قد أرسل أرسل سيارة لفتح الطريق أمام سيارة قداسته إذ كانت الشوارع ممتلئة بالمظاهرات. وعند وصول البابا كيرلس، لم يجِد الرئيس بقصر الرئاسة، بل علم أنه ملازم منزله؛ فطلب منالسكْرِتير إيصال رسالة إلى الرئيس أنالأقباط متمسكون به رئيسًا “وعاوزينه في مركز القائد والزعيم للبلاد.”؛ ثم غادر قداسته بعد وعد من السكرتير بتوصيل رسالته. وكان بعد عودة البابا إلى مقره البطريركيّ بالأزبكية، أن طلب الاستعداد لقرع أجراس الكنيسة وسْط دهشة الحاضرين؛ إلا أن الاندهاش لم يدُم طويلاً إذ أعلن رئيس مجلس الأمة آنذاك السيد “مُحمد أنور السادات” أن “الرئيس جمال عبد الناصر” نزل على إرادة الشعب”!!وصباح العاشر من يونيو 1967م، توجه البابا إلى القصر الجمهوريّ ليخُطّ كلماته في سجل الزيارات، معلنًا سعادته وارتياح الأقباط بقرار الرئيس باستجابته لنداء الشعب في استكمال دوره رئيسًا للبلاد.
وعندما حاول العدُو الخارجيّ تفتيت وَحدة الأمة، أصدر فضيلة الإمام حسن مأمون شيخ الأزهر آنذاك مع قداسة البابا كيرِلس السادس بيانًا تاريخيًّا مشتركًا يؤكد تضامن المِصريِّين جميعًا في القضايا التي يخوضها الوطن، مؤكدَين وَحدة الهدف والموقف تجاه جميع ما يختص بمِصر والشرق الأوسط؛ وكانت أهم نقاط ذٰلك البيان موقف المِصريِّين من القدس، كما كان للبيان أثر مُدَوٍّ في أرجاء المسكونة. ثمتقدم فضيلة الإمام الأكبر وقداسة البابا مسيرةً شعبيةً تعبيرًا عن رفضهما الاعتداءات الإسرائيلية على فلسطين وعلى بيت المقدس بمقدساته الإسلامية والمَسيحية. وأرسل البابا كيرِلُّس السادس إلى البابا بولس السادس، بابا روما آنذاك، جاء فيها: “لا يَخفَى ما أحدثه القرار الذي اتخذته إسرائيل ـ بضم القدس القديمة إليها ـ من حُرقة عميقة في مشاعر العرب عمومًا ـ مسلمين ومَسيحيِّين، وليس أشقّ على ضمير الإنسان ووجدانه من عمل عُدوانيّ يَمَس عقيدته ومقدساته، عندئذ تهون عليه روحه ودمه، ويحلو له أن يموت شهيدًا في سبيل الذود عن تراثه الخالد ومجده التليد (القديم) …”، ثم سأله مساندته للموقف العربيّ: “إننا طالبنا ـ وما زلنا نطالب، متجهين إلى الله، وإلى الضمير العالميّ، ونسأل الله؛ لمساندة قداستكم ومعاونتنا لنكون صفًّا واحدًا في نصرة هٰذه القضية العادلة …”. ويُذكر أيضًا للبابا كيرِلُّس إدلاؤهبعدد من الأحاديث الصحفية وإجراء بعض الحوارات للتلفزيون الفرنسيّ من أجل “القدس” وتنفيذ قرارات مجلس الأمن، وأيضًا إصدارهقرارًا بعدم زيارة الأقباط للقدس احتجاجًا على العُدوان الإسرائيليّ.
وفي تلك المرحلة الحرجة من تاريخ “مِصر”، أصدر البابا كيرلس أمرًا بأن تقام القداسات في جميع الكنائس القبطية الأرثوذكسية من أجل مِصر حتى يعطيها الرب حماية وصمودًا؛فما كان من إذاعة “إسرائيل” الموجَّهة باللغة العربية إلا أن تقول متهكمة: “أبشِر، يا عبد الناصر! فإن معك كيرِلُّس السادس. أما نحن، فمعنا الأسطول السادس.”. وسَرت تلك الروح الوطنية النارية في المِصريِّين جميعًا، إذ بدأت إعادة بناء القوات المسلحة، ثم كانت حرب الاستنزاف لتُلحق بإسرائيل أفدح خسائر من العتاد والأفراد.
كذٰلك لا ينسى التاريخ، أنه في يوم 25/6/1968م أصر الرئيس عبد الناصر على حضور حفل افتتاح الكاتدرائية الجديدة مع أنه كان يشعر بآلام بساقه! وقد اهتم البابا بمحادثة الرئيس هاتفيًّا للاطمئنان عليه في أثناء رحلة علاجه في “الإتحاد السوڤيتيّ”. وعند عودة الرئيس، استقبله البابا في المطار، وتعانقا طويلاً، وقال الرئيس للبابا: “لماذا لم ترسل مندوبًا عن غبطتكم، وأنت لم تتماثل بعد للشفاء التام؟”.
وعندما فقدت البلاد رئيسها، توجه البابا لتقديم واجب العزاء، حزينًا، صامتًا مدة طويلة، شاعرًا بفداحة المُصاب،وجاء في بيانه: “إن الحزن الذي يخيم ثقيلاً على أمتنا كلها؛ لانتقال الرئيس المحبوب والبطل المظفر جمال عبد الناصر إلى عالم الخلود، أعظم من أن يعبَّر عنه أو يُنطق به. إن النبأ الأليم هز مشاعرنا ومشاعر الناس في الشرق والغرب بصورة لم يسبق إليها مثيل. ونحن لا نصدق أن هٰذا الرجل الذي تجسدت فيه آمال المِصريين وكل العرب يمكن أن يموت… وسيظل تاريخ مِصر وتاريخ الأمة العربية إلى عشرات الأجيال مرتبطا باسم البطل المناضل الشجاع، الذي أجبر الأعداء قبل الأصدقاء على أن يحترموه ويهابوه، ويشهدوا بأنه الزعيم الذي لا يملك أحد أن ينكر عليه عظمته وحكمته وبُعد نظره، وسماحته ومحبته، وقوة إيمانه بمبادئ الحق والعدل والسلام. إن الأسى في قلوبنا أعمق من كل كلام يقال … إننا نشيعه إلى عالم الخلود، محفوظًا بالكرامة التي تليق باسمه العظيم. وعزاءً للأمة كلها ولأمة العرب بأسرها، بل عزاء للعالم، في رجل من أعظم الرجال الذين عرفتهم البشرية في كل عصورها”.
ويوم نياحة “البابا كيرلس السادس”، ذكرت إذاعة “صوت أمريكا”: “لقد تُوُفِّي الصديق الوفيّ لعبد الناصر”. وهٰكذا كانت العلاقة بينالدولة والكنيسة في إحدى أهم المراحل التي مرت بالبلاد.
أهنئ المِصريين جميعًا بعيد “ثورة يوليو” السبعين،متضرعًاأن يحفظ الله بلادنا من كل شر.
الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي