قال أحد رهبان دير الأنبا مكاريوس بالفيوم الشهير بدير وادي الريان بالفيوم “إن الدير يقع وسط جبال عالية وعرة من جميع الجوانب وهو دير أثري يرجع تاريخه إلى القرن السادس الميلادي وبه 250 راهب يتعبدون في مغاير وقلالي في الصحراء والجبال المحيطة بالدير داخل سور الدير”، مؤكدًا “أن هيئة الطرق والكباري التابعة لوزارة النقل تخطط لعمل طريق يربط بين محافظة الفيوم وطريق الواحات التابعة للوادي الجديد على أن يمر هذا الطريق داخل سور الدير بجانب القلالي ومغاير الرهبان؛ حيث تعتبر أن هذه الأرض ملكًا للدولة ولكن دير وادي الريان يشرف عليها ويقوم بالحفاظ عليها”.
وأوضح “أن هذا الطريق يفقد المنطقة خصوصيتها الرهبانية الهادئة ويفقد الرهبان تعبدهم في المغاير المتناثرة بالجبال المحيطة بالدير مما يؤثر على وجود الرهبنة بالمنطقة”. وتابع “أن الدير قدم دراستين متكاملتين لهيئة الطرق والكباري وكل دراسة منهما مدعمه بخرائط ورسومات تفصيلية بطريقين بديلين بعيدًا عن سور الدير حيث قدمت كل دراسة طريقًا أقصر وأفضل من الطريق الذي تريد هيئة الطرق والكباري مروره داخل سور الدير”، لافتًا إلى “أن هيئة الطرق والكباري استمعت لرهبان الدير جيدًا وتفهمت لوجهة نظر الرهبان ومازال الدير في انتظار رد الهيئة الآن”. وأكد “أن هناك مغاير أثرية وأخرى قلالي حديثة بالجبال وقام الدير بعمل بروتوكول مع وزارة البيئة وتم بناء سور لحماية الدير بطول 11 كيلو متر وذلك بعد أن تعرض الدير لهجوم وإطلاق نيران وحرق مغارة من قبل خارجين عن القانون في فترة الانفلات الأمني التي مرت بها البلاد بعد ثورة 25 يناير”.
وأشار إلى “أن الدير يقع في منطقة برية تسمى واحة العيون وهي محمية طبيعية تابعة لوزراة البيئة ويقوم الرهبان بالحفاظ على المنطقة لما لها من طبيعة تاريخية وحضارية قبطية قديمة”، لافتًا إلى “أن الأب متى المسكين قام بإحياء الرهبنة بدير وادي الريان عام 1960 م وجدد الكثير في المنطقة وعمل نهضة رهبانية حيث يعتبر الدير من أكثر الأديرة القبطية من حيث عدد الرهبان الموجودين فيه”.