أهنئكم جميعًا بالعام الجديد و”عيد الميلاد” الذي يحتفل فيه مَسيحيُّو الشرق اليوم، ضارعين إلى الله أن يهب لـ”مِصر” والعالم الخير والسلام، ويرفع الجائحة عن البشرية.
حين نتأمل الميلاد، نجد التواضع إحدى علامات ذٰلك الحدث الفريد؛ فقد كان ميلاد السيد المسيح من عذراء بسيطة متواضعة القلب، خدمت في الهيكل بخضوع وأمانة قلب، ثم حين جاء مِلء الزمان وبُشرت بأنها ستحبل وتلد ابنًا من دون زرع بشر، أعلنت خضوعها لمشيئة الله، قائلة باتضاع: “هُوَذَا أَنَا أَمَةُ ٱلرَّبّ”؛ فشهِد خضوعها واتضاعها على استحقاقها أن تكون أُمًّا للسيد المسيح.
وفي مدينة “بيت لحم” الصغيرة، في مذود متواضع تسكنه الحيوانات، ولم يعرف ميلادًا لإنسان من قبل، وُلد السيد المسيح؛ ليصبح هو المكان الذي شهِد ميلادًا لن يتكرر في تاريخ البشرية. وأول من بُشر بالميلاد، فكان رعاة بسطاء ساهرين على رعيتهم، فاستحقوا رؤية ملائكة وسماع إعلان بالميلاد: “لَا تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ ٱلشَّعْبِ: أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ ٱلْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ ٱلْمَسِيحُ ٱلرَّبُّ.”.
وهٰكذا جاءت رسالة الميلاد إلى البشر بالتواضع الذي يرفع الإنسان ويمنحه السلام والفرح.
كل عام وجميعكم بخير.
الأسقف العام ورئيس المركز الثقافيّ القبطيّ الأرثوذكسيّ