No Result
View All Result
أهنئكم جميعًا بعيد “القيامة المجيد”، الذي تحتفل به الكنيسة القبطية ومَسيحيو الشرق اليوم، مصلين لله أن يحفظ بلادنا الحبيبة “مِصر” والمِصريين جميعًا في أمن وسلام.
إن القيامة حقيقة معلَنة في الأديان وفي كثير من العبادات التي عرَفها البشر. واليوم، ونحن نحتفل بالقيامة، نتذكُّر أنها هي منبع الرجاء في حياة الإنسان، فإيمان الإنسان بها هو سر رجائه الذي يحيا به في هذا العالم. إننا في رحلة الحياة يتعرض كل منا لكثير من الألم والتعب والضيقات التي قد تطأ بعضنا فيقررون التخلص من حياتهم!! إلا أن تذكر القيامة بحياتها الأبدية الآتية يعطي الإنسان أملاً وصبرًا وعزاءً ويبُث قوة واحتمالاً على كل ما يمر به من أتعاب وشقاء، هذا هو الرجاء الذي يجعل الإنسان يكمل المسيرة: أن الأفضل حتمًا سوف يأتي، لذٰلك يقول الكتاب: “ونحن غير ناظرين إلى الأشياء التي تُرى بل إلى التي لا تُرى. لأن التي تُرى وقتية، وأما التي لا تُرى فأبدية.”.
نعم، إنه رجاء في أن العدل الذي فُقد على الأرض سوف يُسترد في السماء، ورجاء أن الآلام، أمراضًا أو ضيقات، هو أمر مؤقت لسوف يُرفع في الأبدية، يقول الكتاب عن حياة الأبرار في الأبدية: “ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع في ما بعد، لأن الأمور الأولى قد مضت.”؛ لقد مضى العالم بكل آلامه وأتعابه وشقائه.
إنه رجاء في أننا سنلتقي الأقرباء والأحباء والأصدقاء الذين رحلوا عنا في هٰذا العالم. لقد حولت القيامة رحيل البشر إلى نوع من السفر سوف يلتقي من بعده البشر مرة ثانية؛ فلا مجال هنا للحزن الدائم على فراقهم، يقول الكتاب: “ثم لا أريد أن تجهلوا أيها الإخوة من جهة الراقدين، لكي لا تحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم.”، وهٰكذا لم يعُد الموت نهاية، بل أمسى برجاء القيامة بداية لحياة لا تنتهي.
إن رسالة الرجاء التي تحملها القيامة إلى كل إنسان بأن “الأفضل هو في الحياة القادمة”، رسالة قوة تهب للبشر الأمل والرجاء والصبر والصمود؛ وهٰكذا يستطيعون الاستمرار في الحياة بقوة القيامة.
كل عام وجميعكم بخير.
الأسقف العام رئيس المركز الثقافيّ القبطيّ الأرثوذكسيّ

No Result
View All Result