قلت: الثقة الأولى فى حياتنا هى الثقة بالله ، ثم الثقة بالخير إذ يرتبط بالله صانع الخيرات ، وهو مصدر سعادة للإنسان الذى يقوم به . أمّا الشر، فهو حتمًا إلى زوال. إلا أننى أتساءل: لماذا لا تنتبه الأعين إلى الخير الذى يتناقل بين البشر؟! ولمَ لا نجد فى الكلمات ما يقدَّم من خير بين البشر؟! نعم، ما يزال أناس لم يتخلَّوا عن إنسانيتهم فى الحياة. قال: أصدُقك القول: أخشى أن أكون قد فقدت ثقتى بوجود الإنسانية!! أجبته: لن أقدم إجابتى لك بالحديث عن شخصيات “فوق العادة” – كما يُطلق عليهم – من مخترعين أو علماء أو مفكرين إذ يُعد هؤلاء استثناءات، ولكن سأحاول التعبير عن بعض المواقف من حياة شخصيات بسيطة ربما لا نعرِف أسماءهم لكن قلوبهم امتلأت بمعنى الترفق والإنسانية .
قلت: الثقة الأولى فى حياتنا هى الثقة بالله ، ثم الثقة بالخير إذ يرتبط بالله صانع الخيرات ، وهو مصدر سعادة للإنسان الذى يقوم به . أمّا الشر، فهو حتمًا إلى زوال. إلا أننى أتساءل: لماذا لا تنتبه الأعين إلى الخير الذى يتناقل بين البشر؟! ولمَ لا نجد فى الكلمات ما يقدَّم من خير بين البشر؟! نعم، ما يزال أناس لم يتخلَّوا عن إنسانيتهم فى الحياة. قال: أصدُقك القول: أخشى أن أكون قد فقدت ثقتى بوجود الإنسانية!! أجبته: لن أقدم إجابتى لك بالحديث عن شخصيات “فوق العادة” – كما يُطلق عليهم – من مخترعين أو علماء أو مفكرين إذ يُعد هؤلاء استثناءات، ولكن سأحاول التعبير عن بعض المواقف من حياة شخصيات بسيطة ربما لا نعرِف أسماءهم لكن قلوبهم امتلأت بمعنى الترفق والإنسانية .
فى مشاهد مسجلة لبضعة دقائق أرسلها إلى أحد الأصدقاء بعنوان : “ثقتى بالإنسانية استُردت” : وهى لقطات لعدد من المواقف النبيلة التى قام بها بعض البشر بعفوية ولا هدف لها إلا مساعدة الآخرين وإسعادهم . ففى إحدى المباريات قام اللاعب ” يانج برو ” بإهداء أحد معجبيه من الصِبية تَذكارًا ما أسعده كثيرًا ، وقد حاول أقرانه أن يحصلوا منه على هذا التَذكار لكنه رفض فى حين توجه على الفور نحو صبى آخر من ذوى الحاجات الخاصة لا يستطيع الحركة ليمنحه هذا التَذكار ويُسعده مفضلاً إياه على نفسه. لقطة أخرى لطفل مصاب بالشلل فى أطرافه رغِب فى أن يخوض تجرِبة المصارعة، فقام الطفل الآخر الصحيح بالاستلقاء جانبه ووضع يديه عليه وكأن الطفل المصاب ممسك به مسيطر عليه؛ ليقوم الحكم بالعد وإعلان الطفل المصاب فائزًا! ويعلو عندئذ تصفيق جمهور الحاضرين للطفل الذى أراد أن يشعر أنه يحيا مثل أقرانه.
لقطة ثالثة من سباق للجرى للاعبة أصيبت بشد عضلى مفاجئ قبل اقترابها من خط النهاية فلم تتمكن من الحركة ، إلا أن خَصمتها أسرعت بمساندتها حتى الانتهاء من السباق والفوز ! وعدد آخر من المواقف ، إلا أن العجيب فيها أن أكثريتها قد قام بها أطفال وصِبية . حقًّا ما أجمل أن يتعلم الإنسان فى وقت مبكر من حياته أن يكون إنسانًا! وما أشهى أن يسعد عندما يُقدم على عمل الخير وإسعاد الآخرين !
قصة إنسانية أخرى حدثت فى أحد المستشفيات عندما كانت الأم “استيفاني” تُحتضَر بعد مضى عامين على إصابتها بمرض السرطان ؛ ولم يكُن لها سوى أمنية واحدة : أن تشهد يوم تخرج ابنها “دالتون” فى المدرسة الثانوية . وحين أعلن الأطباء توقعاتهم أن الأم ربما تقضى نحبها قبل أسابيع من يوم تخرجه ، شرع الابن مع عائلته وأصدقائه والمدرسة فى ترتيب احتفال مبكر لتخرجه ، فى المستشفى ، ليحقق أمنية والدته ! واستجابت الإدارة التعليمية لطلب “دالتون” حيث أرسل مجلس “لوديردايل” التعليمى مندوبًا يُعلن تخرج ” دالتون ” فى المدرسة الثانوية؛ لتتحقق أمنية الأم التى فارقت الحياة بعد أسبوع من حفل التخرج. نعم، نحتاج بشدة إلى استعادة الثقة بوجود الإنسانية داخلنا وداخل الآخرين ، وأن نهتم بها ونرعاها كى تنمو وتثمر فى طريق الحياة.
الأُسقف العام رئيس المركز الثقافى القبطى الأُرثوذكسى