أهنئكم جميعًا بـالعام الجديد 2023م، و”عيد الميلاد المجيد” الذي يحتفل به أقباط مصر ومسيحيو الشرق اليوم، مصلين إلى الله أن يبارك مصر بكل خير وبركة، وأن ينعم على العالم بالسلام، والنجاة من الأوبئة والحروب والدمار.
في “ليلة الميلاد”، أضاءت السماء فجأة على مجموعة من الرعاة ساهرين على حراسة رعيتهم، معلنة ميلاد السيد المسيح، بصوت الملاك لهم: “لا تخافوا! فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب: «إنه وُلد لكم اليوم في مدينة داود مخلِّص هو المسيح الرب. وهذه لكم العلامة: تجدون طفلاً مُقَمَّطًا مُضجَعًا في مذود».”. ومع الملاك ظهر جمهور من الجند السماويّ يسبحون الله وينشدون: “المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة.”. لقد قدمت السماء رسالة الفرح إلى الشعب، الفرح بالميلاد الذي طالما انتظرته البشرية، وتحدث عنه الأنبياء: “يعطيكم السيد نفسُه آيةً. ها العذراء تحبل وتلد ابنًا وتدعو اسمه «عمانوئيل».”،” لأنه يولد لنا ولد ونُعطَى ابنًا، وتكون الرياسة على كتفه، ويُدْعى اسمه عجيبًا، مشيرًا، إلٰهًا قديرًا، أبًا أبديًّا، رئيس السلام.”.
أيضًا هو فرح بميلاد السيد المسيح الذي جال طوال حياته وسط البشر يصنع الخير، ويخفف عن الناس أتعابهم وآلامهم، ويشفي المرضى، ويعيد البصر للعميان، بل الحياة للموتى، ولم يكتفِ بذلك بل كثيرًا ما كان يعلم ويفسر ويشرح بأقوال روحية غاية في السمو كي يرتفع بقلوب البشر إلى السماويات إذ كانوا “كخراف لا راعي لها”. وكما ذكر المتنيح البابا شنوده الثالث: “حقًّا، لقد وُلد الحنان بميلاد الرب، أو رأى الناس هذا الحنان عمليًّا في صور مثالية لم يعرفوها … كان قلبًا كبيرًا، يعطي من حنانه للكل.”. فبميلاد السيد المسيح وُلد الحب الذي احتاجه البشر، في وقت سادت الظلمة العالم، وها هو ذا “النور يضيء في الظلمة”، وتتحقق كلمات الكتاب: “ولكم أيها المتقون اسمي تشرق شمس البِر والشفاء في أجنحتها”.
وفي “ليلة الميلاد”، نتذكر أن المحبة التي قدمها “السيد المسيح إلى البشرية هي الوصية؛ فنحب بعضنا بعضًا كما أحبنا وهكذا نتتبَّع خطاه في طريق الحياة.
كل عام وجميعكم بخير.
الأسقف العام رئيس المركز الثقافيّ القبطيّ الأرثوذكسيّ