أكد قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، أن مصر لها مكانة خاصة في التاريخ والجغرافيا، وهي تجمع البحر الأحمر والبحر المتوسط، فضلا عن كون مصر هي أكثر دولة ذكرت في الكتاب المقدس.
وأضاف البابا تواضروس، خلال كلمته في الندوة التي تعقدها الجامعة البريطانية بالقاهرة بعنوان “المحبة والتسامح”، بحضور الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والدكتور مصطفى الفقى رئيس مكتبة الإسكندرية، أن الشخصية المصرية تعلمت الهدوء من نهر النيل، كما تعلمت أيضا التآخي والتجاور مذ عرف الإنسان الحضارة.
وقال البابا تواضروس، إن مصر لوحة فنية جميلة الشكل، وإن بلادنا غنية بالحضارات، فيوجد بها الحضارة الفرعونية والإسلامية والمسيحية والإفريقية والعربية والمتوسطية، مشيرا إلى أن مصر لها مذاق خاص بين جميع بلدان العالم.
وأشار البابا تواضروس إلى أن مصر صارت تحوي معارف وعلوم عديدة، وأن هناك العديد من الكلمات والمفردات التي نستخدمها في حياتنا اليومية وهو ما يدل على أصالة وعراقة بلادنا، متابعا بأن الإنسان لديه العديد من الاحتياجات النفسية والعقلية والروحية والعاطفية، وأنه لا يستطيع أن يحيا دون حب، وأن المدرسة الأولى لتعليم الحب هي الأسرة، وأن كل من دخل في تيار الإرهاب هو شخص لم يذق المحبة أبدا.
ونوه البابا تواضروس بضرورة أن يشبع الإنسان من الحب من الأسرة والمدرسة والمجتمع، مؤكدًا أن جميع المؤسسات التعليمية لا بد أن تقدم المحبة للطلاب، وأن تفكك أي أسرة سببه الرئيسي غياب المحبة، مطالبا بضرورة أن تتسم نظم التعليم بالإبداع وهو يأتي من خلال التواصل بين الطالب والمعلم، وهو ما يخرج للمجتمع شخصيات ناجحة وقادرة على البناء، مشيرا إلى أن مصر وطن مميز وعلى الشاب أن يبني شخصيته وحياته جيدا، وأن الإنسان يحتاج إلى أن يكون متميزا وأن يكون ناجحا.
وأوضح أن مصر تستخدم استراتيجية التنمية المستدامة، وأن أهم بنود الاستراتيجة هو المشاركة والعمل الجماعي، فكل شخص يحتاج أن يتخلى عن ذاته من أجل أن ننجح، وأن هذا النجاح لن يأتي إلا بالمشاركة مع الآخرين وأن نبني مستقبلنا بالطريقة الصحيحة.
وفي ختام الندوة كرم البابا تواضروس الثاني، والدكتور محمد مختار جمعة بإهدائهما درع الجامعة، فيما قدم البابا تواضروس الثاني هدية لرئيس مجلس أمناء الجامعة البريطانية عبارة عن لوحة كتب عليها “مبارك شعبي مصر”.
[epa-album id=”50985″ show_title=”false” display=”full”]