كتاب “قناة السويس الجديدة هدية مصر للعالم” بقلم الأنبا إرميا

أحدث اصدارات المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي

كتاب “قناة السويس الجديدة هدية مصر للعالم”، بقلم نيافة الحبر الجليل الأنبا إرميا الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، وذلك بمناسبة أحتفالات المصريين بافتتاح قناة السويس الجديدة، والمشاركة فى هذا الحدث العظيم.
يطلب الكتاب من المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي – بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية.

مـقـــدمـــــــة

يٌعد هذا الكتاب من المراجع والكتب الغنية، لما يحمله في طيات صفحاته للعديد من المعلومات الهامة والشيقة التي تفيد الباحثين أو القارئين.
ويعرض الكتاب عبر صفحاتة “المأتين والخمس صفحة”، تاريخ “قناة السويس” منذ سونسرت الثالث عام 1874 قبل الميلاد، مروراً بجميع الحقبات والعصور التي مرت على القناة حتى يومنهذا، باستفاضة ودقة مدعوماً بصور ووثائق تاريخية.
وينقسم كتاب “قناة السويس الجديدة” إلى أربعة أبواب رئيسية :
الباب الأول بعنوان ” قناة عبر التاريخ” وينقسم إلى أربعة فصول بعناوين: (“بحران وقناة” – “فرمانان وقناة” – “قناة السويس” – القناة والصراع”).
والباب الثاني بعنوان: “أزمة القناة” وينقسم إلى خمسة فصول بعناوين: (“تأميم القناة” – القناة هيئة مصرية” – “القناة…قناة العرب” – القناة بين الشرق والغرب” – “ضغوط وتهديدات”).
والباب الثالث بعنوان: “القناة والعدوان” وينقسم إلى أربعة فصول بعناوين: (“الإعداد للعدوان الثلاثي” – “معاهدة سيفر والعُدوان الثلاثّي” – “القناة والقوى العظمى” – “القناة…التطهير والإرادة”).
والبابا الرابع بعنوان: “مشروع قناة السويس الجديدة” وينقسم إلى ثلاثة فصول: (“محبة الوطن” – “القائد” – “القناة والسيسي”).
وقد جاء بمقدمة الكتاب بقلم مؤلفه نيافة “الأنبا إرميا” الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، حينما كان الظلام يلف صفحات التاريخ، كانت مصِر نقطة انطلاق شعاع الأمل والبريق الذي يومض للعالم من خلال حضارتها، وتقدمها، وازدهارها، ورقي شعبها. وبينما كان العالم يلهث وراء بصمات المصري التي طبعت اَثارها عبر الأزمان، كان هو يخطو سريعاً نحو التقدم. إن مِصر تلك “الفلتة الجغرافية النادرة” قد قدمت الكثير إلى شعوب العالم في كافة مجالات الحياة؛ وتُعد “قناة السويس” واحدة من أهم هباتها للعالم، أما “مشروع قناة السويس الجديدة” فهو اعجاز جديد تثدمه “مِصر” هدية للعالم ليخظ في صفحات التاريخ؛ ويخلد اسمها عبر الزمان.
للإبحار عبر التاريخ فوائد لا تُحصى. بدأت رحلتي مع “قناة السويس” عبر الصفحات والأزمنة في التاريخين المِصريّ والعالميّ، مع بَدء انطلاقه مشروع “قناة السويس الجديدة”؛ فمع ذلك المشهد الذي ضم فخامة الرئيس “عبد الفتاح السيسي” مع الشعب المصريّ ليُعطي إشارة البَدء في مشروع حفر “قناة السويس الجديدة”، انطلقت أفكاري محلقة عبر الزمان والمكان تنساب من صفحة إلى أخرى في تاريخ “مِصر” لأبدأ القصة من البداية.
إن قصة “قناة السويس” تعود إلى زمن بعيد بدأ مع الفراعنة، فاليونانيَّين، فالرومان، فالعرب؛ حتى بدأت تتضح معالمها في أيام “مُحمد علي” والي “مِصر”، ثم يتحقق الحُلم بأيد مصرية مع “سعيد باشا” لتصبح “قناة السويس” درة غالية من “مِصر” إلى العالم في أيام الخديوي “إسماعيل باشا”.
وإزاء القناة تصارعت قوى للتحكم في شريان أضحى الأهم لمعظم دول العالم. فتُسرق القناة من أبنائها، ثم تعود إليهم مع قرار تأميمها لتخوض “مِصر” تحدياً طالما عرفته ورسخ في تاريخها، لتنتصر هي وتظل “قناة السويس” مصرية خالصة.
وهكذا نعرض في هَذا الكتاب “قناة السويس الجديدة”: هدية “مِصر” للعالم”، فكرة شق قناة تربِط “البحر الأحمر” مع “البحر المتوسط” عبر التاريخ المصري، والدراسات التي تمت في هَذا الصدد، مروراً بحفر “قناة السويس” وأثر هَذا التأميم في العالم ما أدى إلى العدوان الثلاثَّي في عام 1956. إلا أن “قناة السويس” لم تكُن تاريخًا فقط بل هي حاضر مِصريّ قويّ، وشعاع أمل لمستقبل أفضل. وأجدني أقلب صفحة جديدة ناصعة من التاريخ لأجد حاضرًا يحمل لـ “مِصر” الخير والرخاء، بيد ابن بارّ من أبنائها هو الرئيس ” عبد الفتاح السيسي” الذي وحَّد المصريين على تحقيق إعجاز جديد، ومبادرة تُذهل العالم في “مشروع قناة السويس الجديدة”، ليؤكد سيادته أن مِصر كانت ومازال شامخة بفكر أبنائها المخلصين وسواعدهم، وأننا قد بدأنا الطريق نحو عمل جاد ومشروعات عملاقة، ليستكمل المِصريون مسيرة تاريخ هذا البلد العظيم، البلد الذي قال الكتاب عنه: “كجنة الرب، كأرض مِصر” (سفر التكوين 13: 10)، بلد الأمن والأمان الذي قال القراَن عنه: “ادخلوا مِصر إن شاء الله اَمنين”. (سورة يوسف اَية 99)، البلد الذي نال من البركات ما لم ينَله أيَّ بلد اَخر، فهو ملاذ رجال الله الأنبياء، الملجأ الذي لجأت إليه العائلة المقدسة. إن مِصر تحمل علامة فارقة في التاريخ وفي الحضارات وفي الأديان، أرض الخير والبركة والمحبة والسلام. حفظ الله “مِصر” وصانها من كل شر.