No Result    
    
         View All Result    
                       
                 
                         
     
  
         
            
        
            
            
                
                    
	
		
		
			
				
					
												
						
						
						
						
						
						
							
							
								   
   يحتفل مَسيحيُّو العالم غدًا الأحد بعيد “أحد الشعانين” أو “أحد السَّعَف”، وهو تَذكار دُخول السيد المسيح إلى “أورُشليم”، واستقبال أفراد الشعب له ملكًا، وهم يحملون في استقباله سَعَف النخيل وأغصان الشجر، هاتفين له، مع أن مظهره كان متواضعًا في ذٰلك الموكب، إذ كان يركَب أتانًا وجحش ابن أتان.
   في هٰذا الموكب نلمح نوعيات من البشر، ربما تتناقض فيما بينها، وكل مجموعة كانت تحمل حُكمًا ما على شخص السيد المسيح؛ ومن خلال ذٰلك الحكم كان سُلوكها نحوه؛ ويتضح ذٰلك جليًّا في أثناء دُخوله في ذٰلك الأحد إلى “أورُشليم”.
   نرى التلاميذ الذين كانوا مرافقين للسيد المسيح، وهم لا يشاركون الموكب فحسب، بل يُعدون لهم ويفرُِشون ملابسهم في الطريق!! أي إنهم يقدمون كل ما لديهم، ولا عجب: فهم من عرَفوا السيد المسيح من قُرب، ورأَوا معجزاته التي وهبت الشفاء لمن يحتاج، واستمعوا إلى تعاليمه التي تتلخص في محبة كل إنسان، ولمسوا تحننه على الضعفاء والخطاة والمساكين؛ ولذٰلك ابتهجوا في موكبه وقدموا ما يمتلكونه عن حب غامر نحو معلِّمهم من كل القلب.
   أيضًا نجد الشعب جميعه ينضم إلى الموكب مشاركًا فيه بفرح وابتهاج: فهناك من من نال الشفاء، ومن استمع إلى تعاليمه عن المحبة، وعن الغفران والعطاء والبذل، ومن تذوق الطعام في البرّية، ومن شعر بمحبته وعطفه وبخاصة الأطفال الذين كانوا يصيحون في موكبه: “أُوصَنّا لابن داود”. لقد رغِب أفراد الشعب أن ينضموا إلى موكب ذٰلك الشخص الذي شعر بآلامهم وبحاجاتهم فخفف عنهم؛ فأرادوا أن يجعلوه ملكًا عليهم ليرفع عنهم معاناتهم، وإن كانوا قد أرادوا تحقيق ذٰلك بنظرة أرضية لم تكُن هي هدف خدمته بالمرة.
   في المقابل كان فزع في أنفس آخرين من ذٰلك الموكب! فها هم يرَون السيد المسيح ـ ذٰلك الشخص الذي خشوا سلطان تعليمه ومعجزاته خوفًا على اهتزاز مكانتهم وسلطانهم أمام الشعب ـ وهو يدخل محتفَلاً به وسْط تهليل الشعب؛ لذٰلك حاول الكتبة والفَريسيُّون منع الأمر بكل ما لديهم من طاقة؛ فصاروا يتحدثون إليه أن يمنع هُتاف البشر! ثم أخذوا يكيلون له الاتهامات والصفات السيئة كي ما يجدون مخرجًا للتخلص منه!! وهٰكذا صار مسلكهم نحو شخصه، بوجوب التخلص منه، نابعًا من حكم غير عادل متأثر بمصالحهم وذواتهم، لا برسالتهم الحقيقية التي كان يجب أن يعلموها للشعب.
   كل عام وجميعكم بخير وسلام، متمنيًا كل سلام ورخاء لبلادنا “مِصر”، ولجميع المِصريِّين، وللعالم أن يُعطيه الله هدوءًا وسلامًا.
الأُسقف العام رئيس المركز الثقافيّ القبطيّ الأُرثوذكسيّ
								
								
																
															 
						 
						
						
						
									 
			 
			
		 
		
	 
 
                 
             
            
            
         
        
     
        
        
     
    
    
    
    
        
    
        
    
    
    
    
    
        No Result    
    
         View All Result