No Result
View All Result
أيام قليلة تَفرُق بيننا وبين أحد الإنجازات ذات الأهمية العظمى لا على مستوى “مِصر” فقط بل أبرزها على مستوى العالم: افتتاح “قناة السويس الجديدة”، هدية “مِصر” إلى العالم. و”مِصر” على مدى تاريخها منذ قديم الزمان، وبخاصة بعد “قناة السويس”، وهي محور اهتمام عالميّ كبير من جميع القوى العالمية؛ فكما قيل للملك “لويس الرابع عشر”: “… لا يوجد بين أجزاء الأرض بلد غير «مصر» يمكن السيطرة منه على العالم كله وعلى تجارة الدنيا بأسرها.”.
وحين نتأمل في إنجاز هٰذا المشروع العملاق، “قناة السويس الجديدة”، الذي يشهده ويشهد له العالم، لا يسع الإنسان إلا أن يمتلئ إيمانـًا وفخرًا بقوة وعزيمة المِصريّ. ففي الوقت الذي أكد الخبراء أن تحقيق هٰذا المشروع يحتاج إلى مدة زمنية تصل إلى خمس سنوات، نجد “مِصر” تتحدى وتحقق ما يُعد من الآمال والأحلام! ومن أسرار هٰذا النجاح هو الإيمان بالعمل. وثَمة سر آخر أجده متجاـيًا بقوة، هو العمل بيد واحدة على قلب رجل واحد لإتمام المهمة. وهٰكذا أضحى الإيمان والعمل الجماعيّ سرَّين أساسيَّين في تحقيق تلك المعجزة المِصرية العالمية، كما لبقية المعجزات الإنسانية والإنجازات المتفردة في العالم.
الإيمان بالعمل
إن ثبات الإنسان في العمل حتى يصل إلى أعظم درجات النجاح، يعبّر عن قوة إيمان عميقة في داخل حياة هٰذا الشخص، تمثِّل المحرك الأول له نحو الوصول إلى ما يرغب. والإيمان هنا هو إيمان أو قوة اليقين بالهدف الذي يسعى نحوه الشخص، فلا إنسان على وجه المسكونة يحقق إنجازًا في عمل هو لا يؤمن به أو لا يرغب في تحقيقه؛ يقولون: “لكي تنجح، يجب أن تفوق رغبتك في النجاح خوفك من الفشل.”. وهٰكذا تُصبح رغبة الإنسان في النجاح وإنجاز عمل ما هي أحد الدوافع الهامة له، وكذٰلك ثباته حتى تحقيقه بما يناسب قوة رغبته.
وحين يؤمن الإنسان بعمله، يسعى لتقديمه بطريقة متقنة، فيقولون: “أتقِن عملك تحقق أملك”. وهٰكذا يتسم العمل بالجِد، والهمة والكَد، مع إدراك ووعي لدَور العلم في معالجة ما يعترض الإنسان من مشكلات. إلا أن المشكلات التي يخوض معتركها الإنسان لا توقفه، بل تَزيده إصرارًا على الاستمرار، وتَزيد صلابته وعمله للوصول إلى الهدف الذي رسمه لذاته. فلا ييأس، وإنما يردد مع “أديسون”: “أنا لم أفشل، بل وجدتُ ألف طريقة لا تصل بي إلى هدفي.”!
وهٰذا ما شهِدناه في إنجاز هٰذا المشروع العظيم؛ فالمِصريُّون يحملون إيمانـًا عميقـًا بما يقومون به، تحركهم محبة عظيمة لوطنهم “مِصر”، فنرى أياديهم وقد توحدت وتشددت لتتمم هٰذا العمل الفريد. كذٰلك الإيمان يرتبط بشيئين بالغي الأهمية: “جماعية الوصول” إلى تحقيق ما يُرغَب من إنجازات، و”الوَحدة” بين فريق العمل الواحد؛ فتتحقق بهما المعجزات! إنه حينما يعمل الجميع معـًا وتتكاتف الجهود، نتمكن من الارتفاع نحو ما نصبو ِإليه من أهداف؛ وقد كان هٰذا واضحـًا في مشروع “قناة السويس الجديدة” إذ تكاتفت جميع الأيدي لتحقق هٰذا الحُلم على أرض الواقع، ولتقدم “مِصر” هديتها الجديدة إلى العالم؛ لقد تكاتف أبناء مصر من الجيش والشركات المِصرية في العمل، كما تكاتف المِصريُّون في تمويل المشروع؛ ليصير عملـًا مِصريـًّا خالصـًا. وهنا لا يسعنا إلا الدعوة إلى الاستمرار فيما بدأناه من تخطيط وتكاتف من أجل تخطيط أعمق وتحقيق أفضل لمستقبل “مِصر” ذٰلك الوطن الغالي الساكن قلوبنا، الصامد عبر الأزمان، المانح العالم بأسره الخير دائمـًا.
حفظ الله “مِصر” وصانها من كل شر.
الأسقف العام رئيس المركز الثقافيّ القبطيّ الأرثوذكسيّ
No Result
View All Result