No Result
View All Result
بينما كانت الأفكار تجول بخاطري، وقبل أن أُمسك بقلمي لأبدأ كتابة كلمات مقالتي، إذا عيناي تقع على رسالة وصلتني من أحد الأصدقاء! كانت الرسالة تتكون من صورة لم أتبين تفاصيلها من اللمحة الأولى؛ ويصحب الصورة سؤال من مُرسِلها: ما رأي نيافتك؟ كدتُ أترك الأمر قليلاً لأنتهي من كتابة مقالتي. إلا أنني آثرتُ أن أُمعِن في النظر إلى الصورة، فكانت هي موضوع ما أكتُبه اليوم.
أَمعَنتُ في النظر إلى تفاصيل الصورة لأجد أنها صورة فوتوغرافية باللون الأبيض والأسود بها دراجة لها مَقعدان، يجلس عليهما رجلان: على المقعد الأماميّ رجل يقود الدراجة مُمكسًا بمِقْوَد الدراجة بكلتا يديه، وعلى المَقعد الخلفيّ يجلس رجل آخر قدماه تصلان إلى البِدَالين يحركهما. وتساءلت عن سبب اقتسام الرجلين قيادة الدراجة؟ وسَُِرعان ما أدركتُ الأمر: فالأول يملِك ذراعين ولا يملِك رجلين! والثاني لديه رِجلان وليس له ذراعان!! فكانت الصورة تجسيدًا بليغًا لمعنى واحد من أهم المبادئ في الحياة: “الاتحاد”.
إن الحياة تمتلئ بكثير من الوقائع والأمور. وأعجبتني كلمات تقول: “عندما تتعلم إجابات أسئلة الحياة، تجد أن الأسئلة قد تغيرت!”؛ وهٰكذا نحتاج إلى تعلم إجاباتها من جديد. وما يساعدنا بحق، إن كان على مستوى الحياة الشخصية أو حياتنا الشعبية، أن نكون متحدين معًا نحو هدف عظيم نسعى لتحقيقه. يقول الزعيم الأمريكيّ “مارتن لوثر كينج” ـ الذي عاش حياته مناضلاً ضد التفرقة العنصرية في بلاده: “علينا أن نتعلم العيش معًا إخوةً، أو الفناء معًا أغبياء.”. ففي الوَحدة يتكامل الجميع معًا، كلّ بحسب إمكاناته وقدراته؛ فتتحق لنا:
-
القوة: يعتقد بعضٌ أن سر القوة يكمن في السلطة والانفراد بما يملِكه من قدرات؛ ولٰكن ّاعتقادهم يمثل نظرة سطحية في المواقف والأمور؛ إذ مهما علت الإمكانات، لا تصل إلى قوة اتحاد البشر معًا، ففي الاتحاد تتأكد تلك القوة التي تستطيع أن تهزم. وبنظرة سريعة في بعض البُلدان، نجد أنه باتحاد شعوبها قد حققت ما أرادت؛ فعلى سبيل المثال: حققت “الهند” استقلالها، وحققت “ألمانيا” إعادة بنائها بعد أن دُمرت في “الحرب العالمية الثانية”. يقولون: “متحدين نقف، متفرقين نسقط.”؛ وأيضًا يقول المثل الكينيّ: “إذا اتحد أفراد القطيع، نام الأسد جائعًا.”.
-
النجاح: إن أبواب النجاح مفتوحة على مصاريعها لأولٰئك الذين عرَفوا معنى قيمة وجودهم معًا في اتحاد، نحو قمم يسعَون للوصول إليها، وإنجازات يرغبون تحقيقها؛ وقد قيل: “لا يتم عمل والتعاضد مفقود. ولا يكون فشل والاتحاد موجود.”.
إنها دعوة إلى أن نعمل بروح الاتحاد لكي ما نحقق لبلادنا القوة والنجاح واستعادة مكانتها ودَورها وسْط دُول العالم؛ وبذٰلك نحقق أيضًا غدًا مشرقًا لنا ولأبنائنا.
الأسقف العام رئيس المركز الثقافيّ القبط الأُرثوذكسيّ
No Result
View All Result