إن مِصر دولة عظيمة منذ فجر التاريخ، بشعبها الأبيّ الذي تظهر أصالته وعظمته دائمًا في المَحَكّات والمواقف التي تمر به، فمصر تعبر كبواتها سريعـًا، حاملة في نفوس أبنائها عظمة يتعلم منها العالم بأسره. يا لعظمة المِصريّ وعبقريته، وعراقته، وحضارته المتأصلة فيه، وقوة إرادته.
ورئيسنا “عبد الفتاح السيسي” يحمل مِصر في قلبه، ساعيـًا باستمرار لإعلاء شأنها، وترسيخ هيبتها وبنائها، معيدًا إليها كرامتها وعزتها وريادتها بين أقطار العالم، محافظـًا على أمنها وسلامها، إنه رئيس للمِصريين جميعـًا. ونجد من صفاته أنه: قائد، مؤمن، شجاع، قويّ، واثق، ذكيّ، واضح، حكيم، مرن، هادئ، مبادر، عادل، موضوعيّ، باذل، عارف، قادر، مثقف، راعٍ. كذٰلك هو أب لكل المِصريِّين، يعمل من أجل مصلحتهم ومنفعتهم، ينبِض قلبه حنانـًا عليهم، متفهمـًا لحاجاتهم، يساعدهم بالنصح والإرشاد، وبالعمل على تحقيق آمالهم وطموحاتهم.
وقد كانت ليلة عيد الميلاد المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية مثالـًا حيـًّا وتعبيرًا رائعـًا عن أبوة السيد الرئيس “عبد الفتاح السيسي” للمِصريِّين، الذي أكد به أن دَور رئيس الجمهورية هو واحد تجاه الجميع؛ مشاركـًا إياهم في مناسباتهم، لا يفرق بل يوحد شعبه ويؤصل فيه الانتماء والوطنية.
وفي ذاكرة العصر الحديث، زار رؤساء الجمهورية البطريركية:
في 8 يناير 1953م، حضر الرئيس “مُحمد نجيب” إلى البطريركية لتقديم التهنئة بالعيد للبابا “يوساب الثاني” (البطريرك الـ115).
والرئيس “جمال عبد الناصر” وضع حجر الأساس للكاتدرائية في 1965م بالأنبا رويس، وزارها في افتتاحها في 1968م؛ أثناء حَبرية البابا “كيرلس السادس” (البطريرك الـ116).
وزار الرئيس “محمد أنور السادات” البطريركية عام 1977م في حَبرية البابا “شنوده الثالث” (البطريرك 117).
وحضر الرئيس “مُحمد حسني مبارك” إلى الكاتدرائية عام 2007م، لأداء واجب العزاء في الراحل “فكري مكرم عبيد”.
وفي أثناء تولي المجلس العسكريّ إدارة شؤون البلاد، حضر المشير “مُحمد حسين طنطاوي” لتقديم العزاء في البابا “شنوده الثالث”.
وحضر الرئيس “عدلي منصور” للمقر البابويّ لتقديم التهنئة بالعيد لقداسة البابا “تواضروس الثاني” (البطريرك الـ118) ـ حفظه الله.
أمّا عن رئيسنا السيد الرئيس “عبد الفتاح السيسي”، فهو أول رئيس يحضر بشخصه لتهنئة الأقباط في قداس عيد الميلاد المجيد بالكاتدرائية أثناء صلواتهم؛ ليسجل في لحظات تاريخـًا جديدًا لمِصر يخطه بنفسه لشعبها، ويدونه بأحرف من نور في قلوب أبنائه؛ وليحفظ التاريخ المصري والعالمي ما فعله رئيس مِصر المحب، الذكيّ، الواعي، الذي يحرص على وحِدة شعبه. ويصبح ما ما فعله وسطره القائد والمعلم أنموذجـًا حيًّا يحتذي بنهجه رؤساء دول أخرى.
وقد قدَّم سيادته بكلماته ومضات من المحبة للأبوة العارمة التي تملأ قلبه تجاه المِصريِّين جميعـًا إذ هم أبناء وطنه. ومن كلمات فخامته في لقائه الشعب بالكاتدرائية، وأجدها تعبر عن أبوته: “ضروري أن أحضر، وأقول لكم: «كل سنة وأنتم طيبين».”. ثم تابع: ” عاوز أقول لكم أن إحنا إن شاء الله هنبني بلدنا مع بعض، وهنسمع بعض، وهنحب بعض بجد ..”.
إن الضرورة التي تحدث عنها السيد الرئيس هي ضرورة نابعة من قلبه الأبويّ الذي لا يجد نفسه إلا وهو يحتضن جميع أبنائه بمحبته ورعايته، مؤكدًا على دَور مِصر ورئيسها في تعليم العالم والإنسانية معنى الحضارة، فمِصر لأبنائها، وبأبنائها تمتلئ بالحب للجميع.
وهكذا في دقائق معدودة كتب تاريخًا لا ينساه المصريون؛ فيحفظوه ويعلموه لأولادهم وأولاد أولادهم، وقد قدم الرئيس للعالم أجمع شخصية القائد الحكيم القوي المحب الراعي المبادر في عمل الخير والمحبة والرحمة.
كل عام وجميعنا بخير. وليحفظ الله ـ تبارك اسمه ـ مِصر ووحِدتها وشعبها وجيشها ورئيسها.
الأسقف العام رئيس المركز الثقافيّ القبطيّ الأُرثوذكسيّ