«ما نفعله لأنفسنا يموت معنا، ولٰكن ما نفعله للآخرين وللعالم يبقى خالدًا»، وما يفعله المرء من أجل بلاده يظل ساطعًا على صفحات التاريخ الوطنى، فإن كانت «مِصر» قد ودّعت أحد أبنائها، السياسى أ. «خالد محيى الدين» أحد رموز الوطنية المِصرية، بعد مشوار كفاحه الطويل من أجل بلاده، فإنه يظل دائمًا فى ذاكرة الأمة «أحد أبرز أقطاب اليسار».
بدأ «خالد محيى الدين» مشواره فى الكلية الحربية التى تخرج فيها عام 1940 م، ثم شارك فى «حرب فلسطين» عام 1948 م. وكأى مِصرى وطنى يحمل «مِصر» فى قلبه، لم يتردد فى الانضمام إلى «حركة الضباط الأحرار» التى وضعت استقلال «مِصر» هدفًا تعمل من أجله، إلى أن قامت «ثورة يوليو» 1952 م، وكان هو أحد أعضاء مجلس قيادتها. ابتعد «خالد محيى الدين» عن الحياة السياسية قليلاً بعد نشوب خلاف بينه وبين الزعيم الراحل «جمال عبدالناصر» عام 1954 م، ثم سفر إلى «سويسرا».
المُعارِض المحب للوطن
لم يتوقف عطاء «خالد محيى الدين»: إذ عاد ليقوم بدور وطنى جديد بانضمامه إلى عضوية «مجلس الأمة» عن دائرة كفرالشيخ عام 1957 م. كان له عمل واضح فى تأسيس العديد من المؤسسات منها: «جريدة المساء»، «مجلس السلام العالمى»، و«حزب التجمع الوطنى التقدمى الوَحدوى» عام 1976 م. كذٰلك تقلد عددًا من المناصب، منها: أول رئيس للجنة الخاصة التى تألفت من أجل إيجاد حلول لمشكلات «أهل النوبة» وقت التهجير، ورئاسة مجلس الإدارة ورئاسة التحرير لـ«دار أخبار اليوم» 1964- 1965 م. ولا يُنسى له نَيله «جائزة لينين للسلام» عام 1970 م.
كان «خالد محيى الدين» ـ ويظل ـ أحد الأعمدة الوطنية التى دافعت عن الديمقراطية والعدالة الاجتماعية من نابع حب عميق لـ«مِصر» وشعبها.
رحمة للفقيد وعزاءً لشعب «مِصر».
الأسقف العام ورئيس المركز الثقافى القبطى الأرثوذكسى