تساؤلات كثيرة ترددت عن مدى التأثير السلبيّ لشبكات “الجيل الخامس” في حياة البشر، التي يشهد العالم بَدء استخدامها. وسريعًا أعرض لما ذُكر عن مميزات شبكات “الجيل الخامس” وعيوبها. بدايةً، علينا أن ندرك أن شبكات “الجيل الخامس” تعمل بنطاق الموجة الراديوية القصيرة، لا الطويلة مثل “4G”. وللموجة القصيرة مشكلتان: الأولى أنها تغطي مسافات قصيرة، والثانية أن أيّ حاجز، طبيعي أو صناعيّ، يمكنه قطعها بسهولة، بل إن الأمطار تستطيع امتصاصها. ولتفادي ذٰلك يجب إنشاء مزيد من هوائيات (موزعات لاسلكية) تكون أصغر حجمًا، وأكثر قربًا بعضها من بعض، وأعلى قدرة على نقل البيانات. فنجد في تقنيات “الجيل الرابع” أن شبكات الهاتف المحمول والـ”Wi-Fi” كانت تعتمد على ترددات منخفضة من 400 ميجاهرتز إلى 6 جيجاهرتزات، وكذٰلك أبراج الاتصال كانت على مسافات بعيدة وبكثافة قليلة؛ ومن ثَم عمِلت ضمن حيز الترددات الآمن، ولم تكُن منتشرة بكثرة. لٰكن مع ظهور تقنيات “الجيل الخامس” تصل الترددات المستخدمة إلى 60 جيجاهرتز، متطلبةً انتشارًا كثيفًا لأبراج الاتصال ونقاطه، مع طاقة عليا.
وتتميز شبكات “الجيل الخامس” بأن بنيتها التحتية أقل بكثير، وتدعم اتصال عدد أكبر من الأجهزة ليصل إلى 100 مليار جهاز بالعالم، مع سرعة هائلة في نقل البيانات، وتحميل أفلام عالية الجودة في ثوانٍ معدودات. أيضًا إمكانية إجراء العمليات الجراحية عن بعد، وتعزيز استخدام إنترنت الأشياء الذي يتصل فيه المنزل بالحاسوب، والهاتف بالسيارة، وساعة اليد بنظام الدولة الصحيّ، مع استهلاك أقل للطاقة. كما ذُكر أن في شبكات 5G”” لن يكون ثَمة احتياج إلى أيّ نوع من الوصلات سواء للهاتف أو للسيارة أو للحاسوب.
أما ما ذُكر عن أخطار “5G”، فهو يرتبط بما تصدره من موجات كهرومغناطيسية بترددات وطاقات عالية تمثل خطرًا على الإنسان؛ لأنه حين يصير تردد الموجات أعلى من تردد معين وبطاقة عالية تصطدم الموجات بالحمض النوويّ للإنسان؛ فتُحدث فيه تغييرات تؤدي إلى الإضرار بالجسم ورفع نسبة إصابته بالسرطان؛ فمثلاً ما تسببه الأشعة فوق البنفسجية من احمرار والتهاب لجلد الإنسان عند تعرضه لها مدة طويلة دون حماية هو نتاج تأثيرها السلبيّ في الحمض النوويّ.
وأضع هنا ما أدلى به عميل فيدراليّ عن تأثير شبكات “الجيل الخامس”: “اسمي «والتر بَيبيُوك»، وأنا عميل فيدراليّ متقاعد. أخبركم أن نشر الـ«5G» ليس نشرًا لخاصية جديدة، بل هو انتشار عسكريّ؛ أقول ذٰلك لأن الـ«5G» قد وُصفت في وسائل الإعلام على أنها نظام سلاح، وقد سُمِّي «Active Denial System». عندما بدأت أرى ما يحدث بعد تقاعدي أُصبت بذهول: هواتفكم تعمل على مدًى من 2‚4 إلى 6‚4 الجيجاهرتز في مجال الطيف. أما نظام «5G»، فسيعمل على مدًى أضخم بكثير، وسيبدأ في الارتفاع حتى يقترب من مجال الموجات المرئية و«أشعة جاما» و«أشعة X». وكما نعرف جميعنا، فإنه يجب عدم الاقتراب من «أشعة X» 24 ساعة سبعة أيام، وهٰذا ما سوف تؤديه أبراج الاتصال!! لا أدري ما رأيكم، لٰكن عن نفسي لا أريد أن يوضع جهاز نقل فوق عمود كهرباء أمام بيتي، وله قابلية عسكرية، ويسبب ضررًا عصبيًّا وحيويًّا!! إنه يُستخدم في السيطرة على الحشود، ويُطلق على الجنود بميدان القتال، فهل تريدونه أمام منازلكم؟! لا، لا أظن. لقد منعت «إسرائيل» نظام «5G» والـ«Wi-Fi» في مدارسها، وأيضًا «فرنسا» منعت نظام «5G» والـ«Wi-Fi» في مدارسها، وفي مدينة «سان فرانسيسكو»، رُفعت قضية من الأهالي المعارضين الذين ذكروا أنهم لا يريدونه. كذٰلك تتخذ مدينة «سانتا روزا» إجراءات لمنع «5G»، وتحاول ولاية «هاواي» ـ وَفقا لتقارير الإعلام ـ أن تمنع نظام «5G»؛ لذا أعتقد أن علينا جميعًا واجبًا رسميًّا لحماية عائلاتنا وأطفالنا؛ فكل التقارير التي قرأتها تقول إنه (أي نظام 5G) يضر حقيقةً بصحة الأطفال. بعض التقارير التي قرأتها تقول: إنه بعد ثلاثة أجيال، طفل من كل 8 أطفال لن يعاني تلفًا في الحمض النوويّ والأجهزة التناسلية: ما يعني أن 7 أطفال من كل 8 مولودين سوف يعانون تلفًا في الحمض النوويّ كافيًا لأن يصيرهم غير أصحاء!! لذا فالمشكلة الحقيقية هي: ما الذي نفعله بمستقبلنا؟ يجب أن تدركوا جيدًا أن (شركتَي التأمين) «Lloyd’s of London» و«Swiss Re» لا تؤمِّنان (من أخطار) «5G»!! هٰذا يضع كلاًّ من كان في منصب عام أمام خطورة مسؤوليته الشخصية.”. (أ.هـ) … و … وفي “مِصر الحلوة” الحديث لا ينتهي!
الأُسقف العام رئيس المركز الثقافيّ القبطيّ الأُرثوذكسيّ