أهنئ المِصريين جميعًا بالذكرى التاسعة لـ«ثورة 30 يونيو»، التي خرجت فيها جموع المِصريين معًا، معلنةً رغبتها في عبور ذلك المنحنى الخطر الذي كادت تتعرض له البلاد؛ خرجت في جحافل بوحدة أعادت إلى الأذهان ثورات «مِصر» المجيدة التي قادها الشعب، كـ«ثورة 1919م».
وإن كانت «ثورة 23 يوليو»، ونحتفل بذكراها السبعين قريبًا، قادها الجيش وانحاز إليها الشعب مؤيدًا خطوات قادتها، فإن «ثورة 30 يونيو» انتفضت بها فئات الشعب كافة، وساندها الجيش مقدمًا ومعليًا إرادة الشعب فوق أي مصلحة فردية أو جماعية، في مرحلة عصيبة حرجة من تاريخ «مِصر» المعاصر.
ومنذ تلك اللحظات التي أعلن الجيش فيها مساندته لثورة الشعب البيضاء، والعمل لا يتوقف بقيادة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى؛ من أجل بناء «مِصر» وإعادتها إلى قيامها بدورها الرائد الذي تمارسه منذ فجر التاريخ بين دُول العالم.
ودائمًا هناك وقفات في تاريخ الأمم وحياة الشعوب من أجل التغيير والتقدم نحو حياة أفضل ومستقبل مشرق لأبناء الوطن، فقد شهدت «مِصر» منذ «ثورة 30 يونيو» خطوات ثابتة نحو تحقيق طموحات شعب لم يعرف سوى النضال على مر التاريخ، لدولة لم تُعرف بين دُول العالم إلا بالريادة والحضارة. ولعل أهم تلك الطموحات هو وضع أسس الجُمهورية الجديدة، القائمة على إعلاء قيم الحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية بين أبناء الوطن الواحد.
إن الجُمهورية الجديدة، التي تسعى كل الجهود للوصول لها على أرض واقعنا، هي دولة تتسع للجميع دون تفريق أو تمييز بين شخص وآخر؛ فالكل مِصريون.
إنها جمهورية الأمن والسلام، وكما ذكر السيد الرئيس: «لكن خلينى أقول لكم كدا: إن البلد بلدنا، بلدنا كلنا، تسعنا كلنا»؛ فقوة الأمم تنبع من قوة التلاحم بين أبناء شعبها، يعيش فيها الكل بتناغم وترابط دون انفراط عقدها، الكل معًا يعمل من أجل بنائها واستعادة ريادتها بين الأمم، ومن أجل مستقبل يفيض بالخير لنا ولأبنائنا؛ وهٰذا ما أكده السيد الرئيس مرارًا إذ يقول: «طريق الجمهورية الجديدة اللى تتسع للجميع، تتسع لينا كلنا، دون أي فرق أو تمييز للجميع، نعيش فيها بسلام وأمان مع بعض.
جمهورية الحلم والأمل، جمهورية العلم والعمل، الجمهورية القادرة وليست الغاشمة، المسالمة وليست المستسلمة.. الجمهورية دى هنبنيها مع بعض. أي تحدى أي صعاب تهون لو إحنا دايمًا على قلب رجل واحد. كلنا مع بعض».
والاهتمام الأول في الجمهورية الجديدة هو الإنسان؛ لذلك نجد اهتمامًا كبيرًا بتنمية حياته، فجاء عدد من المبادرات التي اهتمت بإقامة حياة كريمة من سكن ورعاية صحية. ومن هذه المبادرات كانت «حياة كريمة» التي تستهدف بناء الإنسان المِصرى، وإحداث تنمية شاملة للقضاء على الفقر والتخفيف عن كواهل المواطنين، وبالأخص أكثر المناطق احتياجًا. أيضًا «100 مليون صحة» التي تستهدف الكشف المبكر عن أورام الثدى لقرابة 28 مليون سيدة بمحافظات الجمهورية بالفحص وإعطاء العلاج مجانًا، كما تشتمل على التوعية بالصحة الإنجابية، وتنظيم الأسرة، والحياة الصحية، والكشف عن الأمراض غير السارية كالسكرى وضغط الدم.
وإلى جانب كل هذا، هناك مشروعات عملاقة أطلقتها الدولة وتسعى لتنفيذها كمشروع المليون ونصف المليون فدان، الذي يستهدف استصلاح الصحراء واستزراعها ومن ثم تعميرها بالسكان، فتُستوعَب الكثافة السكانية من جهة، وتسدَّد حاجات المواطنين من السلع الغذائية من جهة أخرى. كذلك تهتم الجمهورية الجديدة بوجه خاص بالشباب الذين هم عماد المستقبل بكل ما يحمل من آمال التقدم؛ فجاء تأسيس «اتحاد شباب الجُمهورية الجديدة».
نطلب إلى الله أن يبارك بلادنا «مِصر»، ويمنحها كل خير وسلام، ويحفظها من كل شر. وكل عام وجميعكم بخير. و… والحديث عن «مِصر الحلوة» لا ينتهى!.