في صفحة جديدة من صفحات التاريخ المشرقة لشخصيات عاشت حياتها نورًا في العالم، تبُث فيه نفحات من الضياء والبهجة حتى صارت حياتها إشراقة أمل يقتفي كثيرون إثرها، أقتطف الحديث اليوم عن إحدى تلك الشخصيات التي سارت في طريق الخِدمات الإنسانية، في رحلة عطاء بُنيت بالتعب والجَهد والعمل الدؤوب، بإخلاص وتفانٍ لا يتكرران إلا نادرًا. مهندس تخرج في كلية الهندسة وعمره لا يتعدى 21 سنة! خبير، وهو في ريعان شبابه، مثل “مِصر” في نيچيريا حيث تمكن من تأسيس صناعة الأثاث المعدنيّ وتدريب العاملين، مقدِّمًا مشهدًا مشرفًا مضيئًا عن وطنه!! صاحب إنجازات صناعية بتأسيسه عددًا من الشركات. الزوج والوالد والجَد والمربي والأَرخُن: المهندس “سامي فهيم جبرائيل”.
والمهندس “سامي فهيم” من مواليد24/8/1942م، بمدينة “دمنهور” محافظة البحيرة. وهو أصغر أفراد أسرته التي تتكون من والده الذي عمِل مدرسًا بـ”مدرسة الأقباط الثانوية بنات” ثم ناظرًا لها، ووالدته، وأخيه أ. “نبيل”، وأخته أ. “آمال”. درس “سامي فهيم” بالمراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية العامة بدمنهور، ليلتحق بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية عام1957/1958م؛ ليحصل على البكالوريوس في 1963م. كلفته وزارة الصناعة بالعمل في مؤسسة الصناعات الهندسية بـ”شركة النصر لصناعة الأدوات المنزلية”، وفي رحلة تعبه وجِده في الحياة صار رئيس مكتب التصميمات والرسومات بالشركة.
وفي سبتمبر 1969م، سافر م. “سامي فهيم” إلى نيچيريا بتكليف من رئاسة الجمهورية بوصفه خبيرًا في صناعة الأثاث المعدِنيّ، ليعود إلى “مِصر”مع نهاية سنة 1974م، ويبدأ رحلة جديدة من العطاء مشاركًا في مسيرة بناء الوطن. في 1970م اقترن بالمهندسة “ماري” لتشاركه الحياة، ويصبح أبًا لابنين وابنة: م. “أمير”، وم. “رفيق”، وم. “إيريني”؛ ثم صار جَدًّا لكل من “أنطوني أمير” و”شانتال أمير” بكندا، و”كارين رفيق” و”سامي رفيق”، و”فريد سميح” و”وحيد سميح”في “مِصر”.
وفي رحلة الحياة، تميَّز م. “سامي فهيم” بصفات عديدة، أبرزها: قدرته الفائقة على تحمل المسؤولية والعمل والاجتهاد، إصراره الذي لا يعرف يأسًا، تمسكه بالمبادئ وأعمال الخير. هٰذا إلى جانب براعته في الإدارة وقدرته على اتخاذ القرارات الحاسمة في الوقت المناسب. ويُعد “م. “سامي فهيم” رمزًا للمحبة والوَحدة الوطنية إذ شارك أحد زملائه المهندسين المسلمين في رحلة عمل استمرت 54 عامًا، كانا فيها معًا أنموذجًا للوَحدة الوطنية حتى أُطلق عليهما “نموذج الوَحدة الوطنية الذي لا يتكرر”.
وعلى الرغم من ترقي م. “سامي فهمي” إلى مناصب عليا بقطاع الأعمال، فقد تركها واهتم بمشروعه الصغير مع زميل له عاد معه من نيچيريا، حيث استأجرا مكانًا بالأميرية، وأعدّاه بما يلزم من المعَدات، وعمِلا بتواصل حتى نجحا في تأسيس مجموعة شركات يعمل بها آلاف؛ كذٰلك تشاركا في تأسيس “مكتبة الإسكندرية”، و”المتحف الإسلاميّ”، و”المكتبة العامة”، و”دار الكتب والوثائق القومية”، و”مكتبة مارمرقس العامة”، و”المركز الثقافيّ القبطيّ الأرثوذكسيّ”.ثم ترك م. “سامي” الشركات الأساسية لشريكه، واكتفى بمصنعين وشركة تِجارية بمدينة “العاشر من رمضان”.
وعلى الصَّعيد الاجتماعي، خدم م. “سامي فهيم” بعمله ونشاطه في روتاري العاشر من رمضان، وكلية البنات جامعة عين شمس التي كان أحد أعضاء مجلس إدارتها. كذٰلك أسس “مستشفى فريد حبيب”. وأيضًا لا تُنسى للمهندس سامي فهيم إنجازاته البارزة في مجال صناعة الأثاث المعدِنيّ وتجهيز المستشفيات، ومشاركته في بناء “بنك مصر” صناعيًّا واقتصاديًّا. لذٰلك حصل على لقب “المهندس المثالي” ثلاث سنوات متتالية، وكُرم في “عيد العمال” ثلاث سنوات متتالية لمحبته للعمال والعاملين؛ كما كرمته نقابة المهندسين بوصفه “أحسن مهندس بالإسكندرية” (الوجه البحْريّ) سنة 2007م، وحصل على شهادات تقدير محلية من جامعة الإسكندرية وأيضًا دولية، و… والحديث في “مصرالحلوة” لا ينتهي!
الأُسقف العام رئيس المركز الثقافيّ القبطيّ الأُرثوذكسيّ