تحدَّثت في المقالة السابقة عن تلاميذ “السيد المسيح”: “فيلبس الرسول” الذي استُشهِد في تركيا؛ و”برثلماوس/ نثنائيل الرسول” الذي استُشهِد في أرمينيا؛ و”توماالرسول”الذي استُشهِد في الهند.
متى الرسول
هو أحد الاثني عشر تلميذًا، وُلِد في “قانا الجليل”؛ و”متى”هو اسم عبري مشتق من الكلمة “متاثيا” والتي تعني “عطية الله”. كما كان يحمل اسمًا آخر هو “لاوي بن حلفي”؛ لكنه ليس أخو التلميذ “يعقوب بن حلفي”. عمل “متى” جابيًا للضرائب (عشَّارًا) في كفر ناحوم؛ حيث كان يجمع الضرائب من الشعب لحساب الرومان. ويذكر البعض أن “متى الرسول” كان يجيد ثلاث لغات على الأقل، وهي: الآرامية لغته الأم، واليونانية لغة المثقفين حيث كان يعمل في مجال الضرائب، في مركز يُعدُّ من المراكز المرموقة، واللغة اللاتينية لأنه كان عميلاً الرومان. دعاه “السيد المسيح” ليتبعه: “وَفِيمَا يَسُوعُ مُجْتَازٌ مِنْ هُنَاكَ، رَأَى إِنْسَانًا جَالِسًا عِنْدَ مَكَانِ الْجِبَايَةِ، اسْمُهُ مَتَّى. فَقَالَ لَهُ: «اتْبَعْنِي». فَقَامَ وَتَبِعَهُ”(متى9: 9). كما صنع “متى” وليمة عظيمة دعا إليها “السيد المسيح” والتلاميذ، وأيضًا العشارين كي يستمعوا إليه: “وَفِيمَا هُوَ مُتَّكِئٌ فِي بَيْتِهِ كَانَ كَثِيرُونَ مِنَ الْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ يَتَّكِئُونَ مَعَ يَسُوعَ وَتَلاَمِيذِهِ، لأَنَّهُمْ كَانُوا كَثِيرِينَ وَتَبِعُوهُ”(مر2: 15). اشتهر القديس “متى” في حياته بالزهد الشديد،وقيل عنه إنه كان نباتيًّا.
بشَّر “متى الرسول” في اليهودية وبلاد العرب واليمن وجنوبي الجزيرة العربية، ثم في إثيوبيا حيث قضى بها قرابة 23 سنة. كتب “متى الرسول” الإنجيل باللغة العبرية مُوَجَّهًا إلى اليهود ثم تُرجِم إلى اليونانية. واستُشهِد بإثيوبيا في 12 بابه (22 أكتوبر).
يعقوب بن حلفي الرسول
هو “يعقوب بن حلفي” أو “يعقوب بن كلوبا”؛ واسم “كلوبا” هو الترجمة اليونانية لاسم “حلفي”. وهو ابن خالة “السيد المسيح”، لذلك عُرِف باسم “يعقوب أخو الرب” نظرًا لتلك القرابة الشديدة بينهما. كما لُقِّب باسم “يعقوب الصغير” للتمييز بينه وبين التلميذ “يعقوب بن زبدي” الذي كان يكبره سنًّا. ولُقِّب أيضًا بـ”يعقوب البار” من أجل قداسة حياته، وبِرِّه ونسكه الشديدين. وقد ذكره “بولس الرسول” في رسالته إلى أهل غلاطية: “ثُمَّ بَعْدَ ثَلاَثِ سِنِينَ صَعِدْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ لأَتَعَرَّفَ بِبُطْرُسَ، فَمَكَثْتُ عِنْدَهُ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا.وَلكِنَّنِي لَمْ أَرَ غَيْرَهُ مِنَ الرُّسُلِ إِلاَّ يَعْقُوبَ أَخَا الرَّبِّ”(غلا1: 18، 19). والقديس “يعقوب الرسول” هو أول أسقف لأورشليم، وأول رئيس مجمع مسكوني في تاريخ الكنيسة، والذي عُقِد في أورشليم سنة 50م. وكتب “رسالة يعقوب” في العهد الجديد، ويُذكَر أنه أحد المُعتَبرين أعمدة. آمن كثيرون على يديه مما أثار غضب رؤساء اليهود والكتبة والفريسيين؛ فأخذوه فوق جناح الهيكل ليشهد ضد “السيد المسيح” ولكنه رفض، فطروحه إلى أسفل واستُشهِد في 18 أبيب (25 يوليو).
لباوس/ تداوس الرسول
“لباوس” اسم عبري معناه “الشجاع أو المحبوب” ويُلقَّب أيضًا باسم “تداوس”؛ وذُكِر عنه أيضًا اسم آخر هو “يهوذاأخويعقوب الصغير” ومعنى اسم يهوذا “ممدوح”؛ وبذلك يكون ابن خالة “السيد المسيح”. ويذكره القديس “يوحنا الإنجيلي” باسم “يهوذا ليس الإسخيروطي”. كتب رسالة “يهوذا” في العهد الجديد.
بشَّر في العراق وبلاد العرب وبلاد فارس (إيران) وأرمينيا، ويُعتَبَر هو أول بطريرك لهم، كما شفى “أبجر” ملك إدسا بالرها. واستُشهِد في بلاد فارس في 2 أبيب (9 يوليو).
سمعان القانوي الرسول
هو “سمعان القانوي” أو “سمعان الغيور”، وكلمة “القانوي” هي كلمة عبرية تعني “الغيور” وكان يتبع “حزب الغيوريين”، وهو حزب الثائرين المتمسكين بشدة بطقوس “موسى النبي”. ويقال إن “سمعان الغيور” هو العريس الذي حضر “السيد المسيح” عرسه في قانا الجليل؛ حيث قام بأول معجزاته، فتأثَّر “سمعان” وتبع “السيد المسيح”.
ذكر بعض الدارسين أن القديس “سمعان القانوي” عَبَر على مصر أثناء كرازته، وكَرَز في موريتانيا، وقرطاجة (تونس)، وليبيا، وإسبانيا، وجزر بريطانيا، ثم ذهب مع القديس “لباوس” إلى إيران؛ حيث استُشهِد بها في 15 بشنس (23 مايو).
وللحديث بقية.
والحديث في “مصر الحلوة” لا ينتهي!
الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي