No Result
View All Result
يقولون: «اصنع الخير لأنه الشيء الوحيد الذي لا يغيب عندما تغيب أنت.». فالخير هو السفير الذي يتحدث عن الإنسان وسَْط البشر وأمام الله، يصنع له مكانًا مرتفعًا في قلوبهم ويصحَبه إلي السماء. وصنع الخير يبدأ بموقف يفعله الإنسان، ثم يتحول إلي حياة يعيشها دائمًا. أتذكر قصة ذٰلك الرجل الغنيّ البخيل الذي كان يرفض تقديم الخير أو المساعدة إلي أحد، حتي أتاه ذات يوم فقير يطلب إليه مساعدته. وحينما أراد إبعاده، رماه بقطعة خبز فأخذها الفقير سعيدًا. وفي تلك الليلة، حلَم الرجل حُلمًا أنه يحاسَب عن أعماله فلم يجد إلا قطعة الخبز تلك ترافق أعماله فحزِن جدًّا. وعندما استيقظ، قرر ألا يرُد إنسانًا يطلب مساعدته. فالخير حياة يبدأها الإنسان بعمل بسيط، ثم يتحول إلي أعمال دائمة متصلة لا يتوقف الإنسان عنها إذ أصبحت نهج حياة وجزءًا متأصلًا في شخصه. وصنع الخير يرتبط في حياة الإنسان بمشاعر أخري مثل: السعادة والسلام اللذين يختبرهما الإنسان عندما يمُد يد المساعدة إلي الآخر. بينما السيدة كانت تُسرع في طريقها للانتهاء من مشتريات العيد، إذ تلمح صبيًّا صغيرًا يرتجف من البرد وينظر إلي الآخرين بعينين تملؤهما التوسلات وتثيران الشفقة. وهنا توقفت المرأة لتسأل الصبيّ: أأنت في انتظار أحد؟ أجابها بأن والده قد تُوفي، وأمه مريضة، ولا يعرف ماذا يفعل. قررت السيدة مساعدة الصبيّ، فقامت بشراء طعام وملابس له، وأوصلته إلي منزله لتقدم تهنئة العيد إلي السيدة المريضة. ثم خرجت لتقول إنها أمضت أفضل الأعياد في تلك الليلة. إن الخير هو صفة من صفات الله ـ عز وجل ـ فهو «صانع الخيرات»، والخير الذي يقدمه الله هو من أجل الجميع، لذا يجب علي من يقدم الخير أن يقدمه إلي كل إنسان دون محاباة أو تمييز في اللون أو الجنس أو الدين. وفِعل الخير لا يضيع مهما صغُر، وإن نسِيَه الإنسان فالله لا ينساه. فكم من القِصص التي عشناها وسمِعناها اتفقت علي أن الخير باقٍ! حتي إن مات مقدمه، إلا أنه محفوظ لا يموت. تقدم أحد الشباب لطلب وظيفة في شركة كبيرة طالما حلَم بالعمل فيها، إلا أنه كان يشعر أن فرصته بها ضئيلة، فالجميع يتهافت علي العمل بها من خلال المعارف أو الأقرباء وهو شاب بسيط؛ لذٰلك قدم أوراقه وهو يعرف مقدَّمًا أن مصيرها الرفض. ولم تمضِ بضعة أيام حتي حُدد له موعد للمقابلة وهو ما أسعده. إلا أنه لاحظ حفاوة كبيرة في استقباله عند وصوله، حتي إن رئيس مجلس إدارة الشركة قد جاء بنفسه ليستقبله! حاول الشاب أن يوضح أنه شخص بسيط وقد يوجد خطأ ما! إلا أن الرجل أوضح للشاب أنه يومًا ما قدم والده إليه ثمن تذكرة الذهاب إلي المدينة ليتقدم إلي إحدي الوظائف دون أن يعرفه، وأصر علي إعطائه إياها، وطلب منه أن يصنع خيرًا مع كل إنسان يلقاه، وهو لم يعرف إلا اسمه! وعندما نجح في أعماله وصار غنيًّا، بحث عن والده ولم يصل إليه. إلا أنه اتبع نفس النهج في أن يساعد كل يوم إنسانًا لا يعرفه. ثم ختم حديثه بأن اليوم ها هو قد جاء ليرد فيه خير والده معه. إن الخير لا يموت، بل يظل باقيًا لآلئ تتوج رءوس محبيه الذين يصنعونه وهم يعرفون أن الخير: هو من الله، وبالله، وإلي الله. لذا يقولون: «اليوم الذي لا تقدِّم فيه خيرًا إلي إنسان لا تحسُبه من أيام عمرك.». وللحديث بقية…
No Result
View All Result