«وحدنا يمكننا أن نفعل قليلًا جدًا، ومعًا يمكننا أن نفعل كثيرًا.». كلمات للأسطورة «هيلين كيلر» التي استطاعت أن تحقق أعظم الإنجازات والنجاحات التي أدهشت بها العالم؛ وبعد رحلتها في الحياة محققة لنفسها لقب «الأسطورة»، تُقدم إلينا أحد أهم أسرار النجاح: «معًا». وحين نعمل «معًا»، يطلَق علينا لقب «فريق»، وبالإنجليزية «Team» التي كل حرف فيها يمكن اعتباره بداية كلمة لتتكون جملة: أو «معًا يُنجز كل فرد أكثر». نعم، فهذه هي القاعدة الذهبية للانطلاق نحو الإنجازات. يقول «مايكل چوردان» أشهر لاعب كرة سلة في العالم، الذي حقق عديدًا من الانتصارات: «الموهبة الفردية يمكنها أن تفوز بالمباريات والألعاب، أمّا العمل الجماعيّ مصحوبًا بالذكاء فإنه يحصُِد البطولات.». لذا، فلنضع في أذهاننا أننا متي أردنا مجرد تحقيق بعض النجاح فيمكننا تحقيقه بمفردنا بفضل ما وهبه الله لنا من مواهب، ولكن إن أردنا أن نصنع الإنجازات فنحتاج إلي أن نكون «معًا». وفي العمل الجماعيّ، يساعد كل فرد زميله ويحُثه علي بذل مزيد من الجُهد والعمل نحو تحقيق الهدف الذي يسعي نحوه الفريق مما يُكسب أفراده «معًا» إمكانات هائلة فيحققون نتائج فوق العادية مع أنهم قد يكونون أشخاصًا عاديِّين. فحين يعمل الأفراد «معًا» تتنوع الرؤي ويُثرَي الفكر فتكون القرارات أكثر صوابًا كما تتنوع المواهب في المجموعة الواحدة فيتكامل الأفراد، ويؤدي هذا إلي حتمية النجاح. وهذا ما عبر عنه «هنْري فورد» مؤسس مصنع «سيارات فورد» حين قال: «نكون معًا، هذه هي البداية، والبقاء معًا هو التقدم، والعمل معًا هو النجاح.». أيضًا العمل «معًا» يخفف من المهام الملقاة علي عاتق الفرد الواحد، لأن كُلًّا يشارك بدوره في إنجاز المهام المطلوبة، وفي الوقت نفسه يحقَّق نجاحاً مضاعفاً لكل شخص ما كان ليحققه لو أنه بذله بالقدر نفسه من المجهود بمفرده. كذلك العمل في فريق يوفر الوقت المحتاج لإنجاز العمل المطلوب؛ فمن منا لم يؤدِّ بعض المهام بمفرده فأرهقه العمل وخسَِر وقتًا كثيرًا، في حين أدي العمل نفسه من خلال مجموعة فادخر الجُهد والزمن وحقق أفضل النتائج؟! ويحتاج العمل الجماعيّ إلي مرونة في قبول الآخر والاختلاف معه في الفكر دون تحويل هذا الاختلاف إلي خلاف أو قضايا شخصية خاصة؛ يتبدل فيها هدف العمل من عمل من أجل النجاح إلي عمل علي الصراعات؛ ينهزم فيها الأفراد من ذواتهم التي أصبحت عائقًا أمام الهدف الذي يسعَون نحوه، ولا يتبقي لهم مصير سوي الفشل!