يتحدث إنجيل هذا الأحد من “يوحنا 3: 22 – 36” عن حوار بين “يوحنا المعمدان” وتلاميذه عن السيد المسيح لقد خاف تلاميذ “يوحنا” من أن يترك أفراد الشعب معلمهم ويذهبون إلي آخر” الذي كان معك في عبر الأردن الذي أنت قد شهدت له هو يعمد والجميع يأتون إليه أما “يوحنا” فقد عمل علي تصحيح المفاهيم الخاطئة لدي تلاميذه.
فوضح “يوحنا المعمدان” أن أي سلطان هو من الله أو بسماح منه “لا يقدر إنسان أن يأخذ شيئا إن لم يكن قد أعطي من السماء” إن الله- تبارك اسمه القدوس- هو ضابط الكل وهو من يهب القدرة والقوة والسلطان لمن يريد بسماح من شخصه القدوس ونجد عديداً من الأمثلة التي يسردها لنا الكتاب المقدس فحين قبض اليهود علي تلاميذ السيد المسيح وأرادوا قتلهم قال لهم “غمالائيل” وهو معلم للناموس يهابه ويكرمه الشعب “أيها الرجال الإسرائيليون احترزوا لأنفسكم من جهة هؤلاء الناس في ما أنتم مزمعون أن تفعلوا.. والآن أقول لكم: تنحوا عن هؤلاء الناس واتركوهم لأنه إن كان هذا الرأي أو هذا العمل من الناس فسوف ينتقض وإن كان من الله فلا تقدرون أن تنقضوه لئلا توجدوا محاربين لله أيضا” إن الذي من الله يثبت ولا يتزعزع والذي من الناس فحتما سيقضي وينتهي لذا لا تقلق فإن كل الأمور هي في يد الله وإن تعرضت لظلم أوضيق فتقدم إلي الله الذي يستطيع كل شيء فهو الذي يعضد ويحمي كل من يلجأ إليه.
كذلك وضح “يوحنا المعمدان” لتلاميذه أنه يدرك دوره ورسالته فهو لم يقل أنه المسيح بل كان يعرف أنه من يعد أمام المسيح الطريق كصديق العريس الذي يفرح له موقنا بأنه يجب أن السيد المسيح يزيد وأنه هو ينقص إن النفس التي تدرك حقيقة دورها لا تتعرض للتيه في الطريق ولا تتعب أو تيأس بل تعمل دائماً بكل الأمانة والثقة لما ائتمنها الله عليه مقدمة فيه ثمار: ثلاثين وستين . ومئة.