No Result
View All Result
إن كان وجود هدف تسعى له وترغب في تحقيقه هو أحد مبادئ الحياة الهامة التي تميز بين إنسان وآخر في مسيرة الحياة؛ ومن المبادئ المهمة الأخرى التي تصنع فارقًا بين شخص وآخر: مبدأ “العمق”؛ يقولون: “إذا كنت تبحث عن اللؤلؤ، فعليك بالغوص في عمق البحر، فلا يوجد على الشاطئ غير الزَّبَد (الرغوة من البحر عند نهايات تكسر مَوجه)”. وهٰكذا من يبحث عن كل ما هو ثمين وقيّم في الحياة: فإنه يُبحر إلى العمق؛ فيمتاز بكثير من الأحجار الكريمة التي تتلألأ في حياته؛ بل في ظلمات يجذب حياة كثيرين فيشع بضوء لآلئه عليهم، مانحًا إياهام شعاعًا من نور.
والحديث عن “العمق” يشتمل على كثير من جوانب حياة الإنسان منها:
عمق الفكر
إن أعمق ما يتميز به الإنسان هو قدرته على التفكير وترتيب الأمور وتنظيمها وتحليلها؛ وأيضًا مقدرته في حل المشكلات التي تلاقيه في الحياة بفكر متعقل يمكّنه من تجاوزها. والعميق في تفكيره يستطيع ببساطة أن يكتشف عمق ما يقدم له من أفكار أو سطحيته، حقيقته أو زيفه؛ فلا يسهل خداعه. أيضًا العميق في أفكاره يحاول مع الصعوبات التي تعترضه استخدام أكثر من أسلوب وطريقة إلى أن يتغلب عليها ويجتازها دون أن يفقد مبدأً من مبادئ حياته. أمّا الإنسان الذي يتسم بالسطحية، فإنه يعالج مشكلاته كما يعالج كثير من البشر أمراضهم: بالمسكنات التي ترفع عنهم الألم مؤقتًا دون أن تضع حدًّا ونهاية له، لأنهم لا يدركون العلة!! وعلى سبيل المثال: يتعرض أحدهم لكثير من المواقف، وفي كل مرة يحاول أن يجد مبررًا، سواء شخص آخر أو ظرف ما، يحمّله مسؤولية ما يتعرض له. إن مثل ذٰلك الإنسان هو يسلك بسطحية شديدة في حياته، وتظل سفينة حياته تواجه كثيرًا من الرياح، دون أن يتعلم إتقان الإبحار. والعمق في الفكر يحتاج من الإنسان أن يمنح نفسه كثيرًا من الوقت ليبني نفسه فكريًّا من خلال مصادر المعرفة التي تبني، وأن يفكر في أمور حياته بعمق متحملاً مسؤولياتها، وأيضًا لا يهرُب من عُبور أعاصير الحياة وتحدياتها، بل يتعلم كيف يتمكن من التغلب عليها. يقول “إينشتاين” ـ أحد عباقرة العلماء الخالدين في العالم: “ليس الأمر أني عبقريّ: كل ما هنالك أني أجاهد مع المشكلات مدةً أطول.”؛ نعم، فالأمر يحتاج إلى وقت؛ وهنا أتساءل: كم من وقت تقدمه لبناء نفسك فكريًّا؟ كذلك فأنت في عمقك الفكريّ أنت تخدُِم العالم بأسره بحياتك المتميزة.
أيضًا عمق آخر في حياة الإنسان هو … وللحديث بقية …
الأسقف العام رئيس المركز الثقافيّ القبطيّ الأُرثوذكسيّ
No Result
View All Result