No Result
View All Result
يتحدث إنجيل هٰذا الأحد (لوقا ١: ٥٧-٨٠) عن وِلادة “يوحنا المَعمدان”. و”يوحنا” اسم يعني “الله حَنّان”؛ إذ قد تحنن الله على “زكريا” و”أليصابات” والديه ووهب لهما ابنـًا في شيخوختهما لأنهما كانا بارَّين أمامه. و”يوحنا” هو الذي تحدث عنه “إِشَعْياء النبيّ”: “صوتُ صارخٍ في البرّية: «أعدوا طريق الرب. قوِّموا في القفر سبيلاً لإلٰهنا …” (إشعياء ٤٠: ٣)، فقد كان لهٰذا النبيّ العظيم رسالة هي أن يُعد قلوب الشعب للتوبة، كما ذكر الملاك في بشارته لـ”زكريا”: “… ويَرُدّ كثيرين من بني إسرائيل إلى الرب إلٰههم. ويتقدم أمامه بروح إيليا وقوته، ليَرُدّ قلوب الآباء إلى الأبناء، والعُصاةَ إلى فكر الأبرار، لكي يهيئ للرب شعبًا مستعدًّا».” (لوقا ١: ١٦-١٧).
وهٰكذا يكون لكل إنسان في الحياة رسالة يؤديها، تتنوع بحسب الظروف التي يمر بها. إلا أن الله يهب المواهب والإمكانات الشخصية التي يحتاج إليها الإنسان لأداء دَوره وإكمال تلك الرسالة في حياته، وفي الخدمة التي أخذها من الله ليتُمِّمها. وكما أعد الله “يوحنا” ليقوم برسالته فعاش في البرّية حتى ظهر للشعب وبدأها، كذٰلك فليُدرِك كل إنسان أن ما يمر به من أحداث وظروف هو ليس وليد المصادفات، وإنما بسماح من الله ليتعلم ويتدرب ويُعَدّ من أجل ذٰلك الدور، والأعمال الصالحة المهيأة له: “لأننا نحن عمله، مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة، قد سبق الله فأعدَّها لكي نسلك فيها.” (أفسس ٢: ١٠)؛ وهٰكذا يؤتمن كل إنسان على عمله ورسالته اللتين سيقدم عنهما حسابـًا أمام الله. وما أسعد ذٰلك الإنسان الذي يُدرك رسالته ويؤديها بكل أمانة قلب ومحبة! فهي حتى إن كانت صغيرة في أعين الآخرين، فإنها عظيمة أمام الله!
وكل عام وجميعكم بخير وسلام مع بَدء العام الجديد.
الأسقف العام رئيس المركز الثقافيّ القبطيّ الاُرثوذكسيّ
No Result
View All Result