أهنئكم جميعًا بـ”عيد القيامة” الذي يحتفل به مَسيحيُّو الشرق اليوم، راجيًا كل خير وسلام لبلادنا “مِصر”، داعيًا أن يرفع الله الوباء الذي يجتاح العالم ويهب الشفاء لكل مريض.
إن القيامة هي ناقوس الأمل الذي تتردد أصداؤه في حياة كل إنسان، معلنة أن حياة كل إنسان لن تنتهي بانتقاله عن هٰذا العالم، بل هي مستمرة خالدة. وفي ذٰلك الخلود أمران: أحدهما فرح ورجاء، والآخر رعب وقلق. فالقيامة لكل إنسان عاش بتقوى وصلاح في هٰذه الحياة، مقدِّمًا الخير للآخرين، هي رسالة فرح ورجاء: سعادة الإنسان بحياة أبدية في السماء تمتلئ بمشاعر الفرح، وترجيه أن يمثُل وينعم بحضرة الله – تبارك اسمه – الذي أحبه، متلاشية من قلبه كل مشاعر الإحباط واليأس والألم والأتعاب التي مرت به في حياة الدنيا. وفي السماء، يلتقي الإنسان الملائكة، والشهداء والقديسين والأبرار، وأحباءه الذين رحلوا عنه. وأيضًا في السماء لا مجال لتعب أو حزن أو ألم، بل يحيا الإنسان في سلام وسعادة.
أما من جهة الأشرار، فالخلود هو رعب إذ تغشاهم رهبة الموت، غير عابئين بمصيرهم بعد الانتقال من هٰذا العالم، ظانين أنهم حصلوا على السعادة من خلال ما يمتلكونه من قوة أو سلطان أو مال أو إشباع رغبات وشهوات؛ وهٰكذا تكون القيامة رسالة تحذير إليهم، كلماتها: “انتبهوا! فما تزال هناك حياة لا نهائية!!”. ومن ثَم، تصير حياة الدنيا لكل إنسان فرصة للعمل من أجل حياة الأبدية، وتظل “القيامة” كل الأزمان رسالة رجاء إلى كل إنسان. كل عام وجميعكم بخير.
الأسقف العام رئيس المركز الثقافيّ القبطيّ الأُرثوذكسيّ