بهدف تسليط الضوء على أهمية تعزيز الأخوة الإنسانية والتعايش السلمي بين مختلف الثقافات والأديان، وبمناسبة اليوم العالمي للأخوة الإنسانية الذي تم الاحتفال به عالميًا، شارك نيافة أنبا إرميا الأسقف العام، رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، الأمين العام المساعد لبيت العائلة المصرية، في ندوة بعنوان “احتفالية الأزهر باليوم العالمي للأخوة الإنسانية”، التي أُقيمت يوم الثلاثاء 4 فبراير 2025م، في جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56.
شارك أيضا في الندوة الأستاذة الدكتورة نهلة الصعيدي، رئيس مركز تعليم الطلاب الوافدين ومستشار شيخ الأزهر لشئون الوافدين، وأدار الندوة الدكتور محمد البحراوي، أستاذ الصحافة في كلية الإعلام بجامعة الأزهر.
نيافة الأنبا إرميا خلال الندوة:
-
حق احترام الآخر أساس من أصول الأديان وجاءت وثيقة الأخوة الإنسانية لتأكيده
-
بيت العائلة المصرية منصة للحوار والتفاهم والوحدة الوطنية بين مختلف الأديان
-
هناك دور كبير لعلماء الدين في تعزيز الأخوة الإنسانية والحوار بين الأديان
في كلمته أكد نيافة أنبا إرميا الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي على أهمية احترام الآخر، مشيرًا إلى أن هذا المبدأ يُعد من أصول الأديان كافة، حيث يعتبر الإنسان أكرم مخلوقات الله وله مكانة عظيمة في جميع الأديان السماوية.
وأكد نيافته على أن وثيقة الأخوة الإنسانية التي تم توقيعها في عام 2019م جاءت لتسليط الضوء على حقوق الإنسان وحمايتها. وأشار نيافته إلى أن دور علماء الدين لا يقتصر على التفسير الديني فقط، بل يمتد ليشمل التطبيق الفعلي لهذه المبادئ في حياتنا اليومية، سواء من خلال التعليم أو من خلال العمل المجتمعي الذي يعزز التعايش السلمي بين مختلف الأديان والثقافات.
كما أشار الأنبا إرميا إلى جهود الأزهر في تأسيس “بيت العائلة المصرية” الذي يعزز التعايش بين المسلمين والمسيحيين في مصر ويعمل على تعزيز روح الأخوة والتسامح بين أفراد المجتمع، مؤكدًا أن بيت العائلة ليس فقط مؤسسة دينية، بل هو أيضًا منصة للحوار والتفاهم بين مختلف الأديان والثقافات. وأضاف أن “بيت العائلة المصرية” يُسهم بشكل كبير في حل القضايا الاجتماعية والدينية بطريقة متوازنة وعادلة، ويُمثل نموذجًا حقيقيًا للوحدة الوطنية والحوار بين الأديان.
كما أشار نيافة أنبا إرميا إلى أن الأديان السماوية جميعها تدعو إلى التسامح والتعايش المشترك والسلام. موضحًا أن القرآن الكريم جاء بالسلام وخاطب الناس جميعًا باختلاف ثقافاتهم وطالبهم أن يتعارفوا على المودة والمحبة والسلام. وأضاف أن علماء الدين يجب أن يكونوا قدوة في نشر قيم المحبة والتفاهم بين الناس، وأكد أنهم على اختلاف مذاهبهم ودياناتهم يتحملون مسؤولية كبيرة في تعزيز الوحدة بين البشر من خلال الحوار البنَّاء والتعاون في خدمة المجتمع.
وفي ختام كلمته، شدد نيافة أنبا إرميا على أن الأخوة الإنسانية تقتضي احترام التنوع الثقافي والديني والعمل معًا من أجل نشر السلام وتحقيق العدالة الاجتماعية، وهو ما يجب أن يسعى إليه كل عالم دين مخلص لرسالته. ودعا الجميع إلى تعزيز الاحترام المتبادل والعمل سويًا من أجل إرساء دعائم السلام حول العالم.
الدكتورة نهلة الصعيدي خلال الندوة:
-
الأخوة الإنسانية جزء أساسي من رسالة الإسلام وتعزز التعايش السلمي بين الأديان
-
الأزهر يتبنى رسالة عالمية منبثقة من رسالة الإسلام الذي دعا للسلام والتسامح واحترام الآخر
-
وثيقة الأخوة الإنسانية دعوة إلى التفاهم والاحترام المتبادل بين جميع البشر
قالت الأستاذة الدكتورة نهلة الصعيدي، إن العالم بحاجة إلى تعزيز مفاهيم الأخوة والسلام، وبحاجة إلى فهم الآخر لأن ذلك يساعد في حل المشكلات، وأكدت على أهمية تطبيق مبادئ الأخوة الإنسانية حيث أنها تعد جزءًا أساسيًا من رسالة الإسلام، نظرًا لأن الدين الإسلامي حثَّ على تعزيز قيم التعاون والمساواة بين البشر جميعًا، وجاء الخطاب القرآني ليؤكد على أن الناس خلقوا ليتعارفوا ويتعاونوا، لا ليتصارعوا، وأضافت أن الإسلام يعتبر التنوع في البشر مصدرًا للغنى الحضاري، ويعزز من مبدأ السلام والتعايش بين مختلف الأديان والثقافات.
وأشارت إلى أن وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها فضيلة الإمام الأكبر مع بابا الفاتيكان تعتبر تطبيقًا عمليًا لتعاليم الدين الإسلامي، وتلخيصًا مهمًا لما جاءت به كل الأديان السماوية حيث جاءت كافية وشافية وشاملة لكل الفئات والأطياف والأديان، حيث أكدت على ضرورة التعايش السلمي واحترام الآخر، واهتمت بالمرأة وأهمية تكريمها، وجعلت العمل الصالح هو أساس التكريم وليس اللون أو النوع، وبيَّنت الصعيدي أن المبادئ والقيم التي جاءت بها وثيقة الأخوة الإنسانية دعت إلى نبذ الكراهية والعنف، والعمل من أجل السلام العالمي، كما شجعت على التفاهم والاحترام والفهم المتبادل بين جميع الناس بغض النظر عن معتقداتهم أو ثقافاتهم.
وعن دور الأزهر ورسالته، أكدت الصعيدي أنها رسالة عالمية منبثقة من رسالة الإسلام وهدي نبيه الذي دعا للسلام والتسامح، حيث عقد الأزهر الشريف ملتقى الأخوة الإنسانية وملتقى الطلاب الوافدين للتأكيد على أهمية لغة الحوار وتعزيز قيم فهم الآخر، كما عززت مناهج الأزهر من القيم الإنسانية الراقية، ولقد خلق الله الناس جميعا من نفس واحدة على اختلاف لغاتهم وثقافاتهم المختلفة، تربطهم صلة واحدة هي صلة الأخوة والإنسانية.