أقيمت صلاة جنازة الدكتور موريس تواضروس، أستاذ ورئيس قسم الكتاب المقدس بالكلية الأكليريكية أستاذ علم اللاهوت بمعهد الدراسات القبطية، ظهر الأحد 5 أغسطس 2018م، من كنيسة القديس مار مرقس الرسول بمصر الجديدة، بحضور أصحاب النيافة الأنبا إرميا الأسقف العام رئيس المركز الثقافى القبطى الأرثوذكسى والأنبا إبرام اسقف الفيوم والأنبا بيسنتى أسقف حلوان والمعصرة والأنبا أغاثون أسقف مغاغة والعدوة والأنبا مكاريوس أسقف عام المنيا والأنبا مكسيموس أسقف كنائس مدينة السلام والحرفيين، ومجموعة كبيرة من الأباء الكهنة والشعب القبطى.
ونقل نيافة الأنبا إرميا الأسقف العام رئيس المركز الثقافى القبطى – خلال كلمته – تعزيات قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية لجميع محبيه وأفراد أسرته، واصفا الراحل بأنه “عالم جليل” تتلمذ على يديه العديد من القيادات الكنسية فى مختلف المواقع والمواقع، كما نقل تعزيات الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ ورئيس دير القديسة دميانة ببرارى بلقاس إلى جانب تعزية الأنبا صرابامون رئيس دير الأنبا بيشوى والأنبا موسى أسقف عام الشباب.
وصية أ.د. موريس تاوضروس
خلال صلاة الجنازة ألقى المهندس سليمان فايز وصية أ. د. موريس تاوضروس
نص الرسالة الأخيرة للدكتور موريس تاوضروس التي ألقاها بمؤتمر العقيدة في سبتمبر 2017، وهي تعتبر بمثابة الوصية الأخيرة منه لكل محبيه ومحبي الكنيسة في كل مكان.. فقال الراحل:
الكنيسة لم تعد واحدة (في التعليم) ولكنها قد أصبحت تجمعات.. فكل شخص يُعلم ويقول ما يريده.. لذلك قبل أن نتحدث عن الوحدة مع الكنائس الأخرى.. نحن محتاجين بالأكثر إلى وحدة داخلية!
لم يخلق في الكنيسة من هم مثل أثناسيوس وكيرلس.. فلا تقل لي أن فلان قال أو أبونا علان قال.. من الذي يقول أن نستبدل علماء الكنيسة وآبائها الكبار العظام وأعطونا تعاليم دقيقة وتعرضوا للنفي ووقفوا أمام أريوس ونسطور بأي أحد!.. للأسف يا أخوة أننا نستبدل آبائنا الكبار ومعلمينا الكبار ببعض الأشخاص الذين حصلوا على شهادة من هنا أو هناك..
أننا نعيش هذه الحالة الآن.. الكنيسة لم تعد واحدة بل أصبحت تجمعات.. وكل تجمع له رأي.. وكل تجمع له معلم..
العقيدة ليست شيء نحتاج لتكوينه.. يخطئ من يظن أننا سنبني العقيدة!.. يخطئ من يظن أننا يمكن أن نكون مجموعة لكي تعلمنا العقيدة.. هل الكنيسة القبطية لا تملك عقيدة؟!.. هل الكنيسة القبطية حتى الآن لم تصل إلى عقيدتها؟.. هل سنبدأ الآن في تكوينها؟!.. في القرن الواحد والعشرين سنبدأ لنكون عقيدة الكنيسة!.. ويأتي أناس ليقولوا لنا آراء لم نسمع بها طيلة ال2000 سنة!
أنا مُتعب.. ويأتى إلي كثير من الشباب مُتعبين.. عندما أرى في قلب الإكليريكية أن الطالب يسمع من أستاذ كلام (تعليم) ويسمع من أستاذ آخر كلام مختلف تمامًا.. أحدهم يؤكد له وجود وراثة الخطيئة الأصلية.. والآخر يسخر من وجود الخطيئة الأصلية قائلًا أن فلان هذا الكبير كان يقول ذلك.. من هذا فلان الكبير! الذي يشوش في العقيدة
نحن نعيش في مهزلة.. ماذا سنُعلم بعد ذلك؟.. سنُعلم ماذا!.. نُعلم تأجيج الخلاف.. نعلم تأجيج الاختلاف في فهم العقيدة.. بهذه الطريقة نحن نقتل العقيدة!.. ما موقف الطالب الإكليريكي حين يسمع ذلك.. ماذا يفعل الطالب الإكليريكي؟!.. هل يذهب يمينا أم يسارا؟.. أين يذهب؟.. سيفقد كل شيء.. وأخشى أن ينتهي به الأمر فيفقد الإيمان.. صدقوني.. هذه بذار الإلحاد.. حتى وإن كان لا يعلن..
قداسة البابا تواضروس في العدد الأخير لمجلة الإكليريكية تحدث في مقاله عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.. عن عقيدتها السليمة.. عن إيمانها القويم.. وقال عبارة لطيفة جدًا.. “نحن كنيسة أرثوذكسية ولسنا خلقيدونيين” هذه الكلمة جذبتني.. فالبابا في كلمته أوضح أن الإيمان له حدود.. وقال “أننا ننتمي إلى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية التي لها تاريخ.. وحافظت على الإيمان عبر كل العصور.. أما عن علاقتنا بالكنائس في العالم كله.. يمكن أن أحتفظ بما يناسبني.. لكن في إطار أمانة التسليم”
إذن لا يصح في الإكليريكية أن يستمع الطالب لكلام (تعليم) ثم يستمع لعكسه.. الوسيلة التي تعيش بها الكنيسة حاليا قاتله.. قد لا ينتظر الوقت حتى أجد بين الرعية أحياء!
يقولون ما رأيكم أن أبونا متى المسكين يقول كذا ود جورج بباوي يقول كذا.. ما هذا.. هل هؤلاء سيعلموننا؟!!.. نحن نريد تعليم أثناسيوس وكيرلس..
باقي كلمة أخيرة..
لمن يفخر بمعرفته باللغة اليونانية.. اللغة اليونانية يستطيع أي شخص في خلال سنة واحدة من الجهد أن يتعلمها.. سنة من الجهد فقط.. أعطوني خمسون شخصًا وأعلمهم اللغة اليونانية..
في خلافنا مع الكنيسة اليونانية لم يعد الخلاف فقط على موضوع طبيعة المسيح.. هذا كان في الماضي.. الكنيسة اليونانية حاليا بعيدة جدًا في تعليمها عن الكنيسة اليونانية القديمة.. وبعيدة عن التعليم المستقيم الذي كان للكنيسة اليونانية القديمة
فما نسمع به من تعليمهم لم يعد هو تعليم الآباء.. فالتحرر دخل في الكنيسة أكثر مما دخل في المجتمع.. والتحرر دخل في الكنيسة اليونانية.. سأذكر لكم مثال بسيط.. أنا لدي كتب يونانية وأتيت بها لأولادنا.. مختلفة تماما عن كتبهم الحديثة.. ما يتم تعليمه الآن بعيد جدا.. ليس لغة الآباء بل ترجمة حديثة..
نحن في خطر.. ولست مرتاحًا.. بيني وبين نفسي قررت أن أنسحب من كل عمل في الكنيسة.. وأن أفرع نفسي لتنظيم هذه المجموعة لكي أسلمهم اللغة اليونانية التي من خلالها يخضعوا لفكر الآباء ولا يستطيع أحد أن يضللهم..
[epa-album id=”47101″ show_title=”false” display=”full”]