تقدم نيافة الأنبا إرميا، الأسقف العام، رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، بالشكر للأزهر الشريف على افتتاح أكاديمية الأزهر لتدريب الأئمة والوعاظ.
وقال الأنبا إرميا، فى كلمته بافتتاح أكاديمية الأزهر لتدريب الأئمة والوعاظ يوم الأربعاء 16 يناير 2016م “باسم قداسة البابا تواضروس الثاني، وباسم أعضاء المجمع المقدس، نهنئ الأزهر ونبارك أكاديمية الأزهر لخدمة الوطن.”
وقال إن التدريب والتأهيل يجب أن يعقبه تقويم للحفاظ على النسيج الوطني الواحد الذي نعيش فيه، ويجب علينا التأكيد على القيم العليا والقواسم المشتركة بين الأديان.
وأضاف أن مصر تنشر الوسطية، حيث ينشر الأزهر دائما الوسطية من خلال خريجى الأزهر من خلال الأئمة والوعاظ والمدرسين.
وأوضح أن الأزهر يرسخ التعددية فعلا ونشر الوسطية، مطالبا بتأهيل الدعاة القدامى وتقييم العمل للحفاظ على النسيج الوطنى الواحد.
وطالب نيافته، باستبدال مصطلح تجديد الخطاب الديني بمصطلح بلورة الخطاب الديني ينبثق عنه أسلوب في التربية يشجع على الانخراط العقلي في ثقافة السلام وقبول فكر التعددية والتعايش مع الآخر .
وأكد أنه لابد من إرساء قيم وأسس التسامح والتعايش مع الآخر، وقال “لو لم نتمكن في هذه الأكاديمية من تخريج دفعات تستطيع أن تطبق نموذجا للمسجد والكنيسة يفتتحان معا مثلما وقف الرئيس يستمع في الجامع لكلمة البابا ويستمع في الكنيسة لكلمة شيخ الأزهر، فقدت الأكاديمية أهدافها”.
وتابع “ما نفعله جميعا في هذه الأكاديمية هو تطبيق عملي لما جاء به القرآن “وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم”.
بدأ الحفل بتلاوة آيات للذكر الحكيم، ثم عرض فيلم تسجيلى عن الأكاديمية وما تضمه من قاعات لتدريب الأئمة والوعاظ من مختلف دول العالم.
وذلك بحضور نخبة من قيادات الأزهر على رأسهم الشيخ صالح عباس، وكيل الأزهر الشريف، والدكتور محي الدين عفيفي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور محمد المحرصاوي رئيس جامعة الأزهر، والأنبا إرميا الأسقف العام، وعدد من الشخصيات العامة.
جديرا بالذكر أن الدكتور محيي الدين عفيفي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية قد اكد فى تصريحات صحفية إن الأكاديمية تقدم، مجموعة من البرامج التدريبية وورش العمل، بالتعاون مع العديد من المؤسسات المحلية والدولية التي تم عقد بروتكولات تعاون مشتركة معها.
وتهدف الأكاديمية لتأهيل خريجي الكليّات الشرعية والعربية وغيرها، من الوعاظ والأئمة والمدرسين وباحثي وأمناء الفتوى؛ لتكوين عقول قادرة على مسايرة تطورات الأحداث والمجتمعات، وإتقان التعامل مع الوسائل الحديثة؛ لبناء قدرات ومهارات وملكات المتأهلين والمتدربين العلمية والمهنية للتعامل معها والاستفادة منها.
وتؤدي الأكاديمية، دورًا فاعلاً لتدريب الوعاظ والأئمة والمدرسين وباحثي وأمناء الفتوى؛ لتحقيق العمل على توعية فعًالة بالسيَّاقات المختلفة المُحيطة بالمهام الدعوية، لأجل تنمية رُوح الإبداع عند هذه الفئة التدريبية المستهدفة في تجديد الخطاب الديني، وبناء عقول قادرة على التعامل مع فقه الواقع واستيعاب إشكاليّاته، وتقديم حلول شرعية لمشاكل الأفراد والمجتمعات.