شارك نيافة الأنبا إرميا الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوكسي يوم الاثنين 25 يوليو 2022م، في فعاليات الجلسة الحوارية عن السلوكيات غير السوية ومحاربة الأفكار المتطرفة، والتي نظمها معهد إعداد القادة بوزارة التعليم العالى والبحث العلمى ضمن فعاليات استراتيجية الحوار الوطنى لطلاب الجامعات المصرية والتى أقيمت تحت شعار «فى حب مصر».
وفى بداية الجلسة الحوارية بدأ نيافة أنبا إرميا بتوجيه النصيحة للطلاب عن المعلومات المغلوطة، متحدثا عن علاقة الإنسان بالله، ومؤكدا أن منذ بداية الخليقة خلق الله هذا المجتمع بمثل وقيم لأن خلق الله كل شيء حسن، ولكن مؤخرا ظهرت مصطلحات أصبحت تداول مثل المثلية وهذا خارج سياق الدين وتؤدى إلى انحراف المجتمع وانهيار أسرة وانتشار الفجور، وتدمير نسيج المجتمع .
أكد الدكتور كريم همام مدير معهد إعداد القادة خلال الجلسة الحوارية لاستراتيجية الحوار الوطنى، أن هذه الفعالية تهدف إلى إعداد شباب قادرين على تحمل المسئولية والعمل على بناء شخصية الشاب الجامعى والعمل على تنمية مهاراته وتعميق حسه وانتمائه الوطنى، من خلال مشاركة الحوار مع العلماء والمفكرين من رجال الدين، فخطة المعهد الاستراتيجية تهدف إلى نشر الفكر الصحيح ومواجهة الآثار السلبية للفكر المتطرف والتأكيد على التمسك بالقيم والأعراف والهوية المصرية من خلال تغذية الأفكار بالمعلومات الصحيحة، وصقل خبراتهم بقضايا الوطن لتعزيز قيم المواطنة من خلال مشاركة الطلاب الفعالة. يأتى ذلك تنفيذًا لخطة وزارة التعليم العالى والبحث العلمى .
وخلال كلمة الشيخ الدكتور رمضان عبدالرازق، أكد أن الله سبحانه وتعالى خلق هذا الكون لثلاث، أولا لعبادته، وثانيا لعمارة الأرض، وثالثا لتذكية النفس، فقال الله عز وجل «وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ» فالكلمة الطيبة عبادة والعمل عبادة مؤكدا على رفع مستوى الجودة فى الحياة والعمل لأن الجودة هى مفتاح التفوق الاتقاني، وكذلك «التذكية» فقال الله عز وجل «لَقَدْ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيته وَيُزَكِّيهِمْ»، وفى قوله تعالى «قَدۡ أَفۡلَحَ مَن تَزَكَّىٰ»، فالتذكية تعنى التطهير والبعد عن كل الأخلاق الرذيلة مثل المثلية والعلاقات السيئة، حيث قال الله عز وجل «وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ، فالكل تحكمه المواطنة وحب الوطن
وبدأ تحاور شباب جميع الجامعات على مستوى جمهورية مصر العربية مع السادة العلماء بالعديد من تساؤلات الطلاب ومنها سؤال عن…. التطرف وهل هو فكر ام فعل؟ كيفية مواجهة العلاقات غير الشرعية؟ كيفية مواجهة صاحب الفكر المتطرف بالطريقة الصحيحة؟ متى تبدأ حدود الثقافة وأين تنتهى؟ أيضا سؤال عن كيفية توجيه النصيحة عند الجهر بالمعصية؟.
وتمت الإجابة على تساؤلات الشباب بتعريف التطرف بأنه خروج عن الفكر والقيم والمبادئ المنتشرة فى المجتمع، وتم التأكيد أن جميع الأديان ترفض الإرهاب، ونادت جميع الأديان بالسعى للسلام والتعايش السلمى، مؤكدين أن علاج التطرف تتمثل فى خمسة أمور «الوسطية والاعتدال، اليسر والسهولة، الفهم الصحيح للدين، الاعتصام بالقرآن والسنة، الطاعة لولى الأمر ولقانون البلد».
والحديث عن حدود الثقافة تبدأ وتنتهى بعيدا عن الهوى فالقيم والمبادئ لا تختلف من دين لآخر، وتم التطرق إلى أن نحن أمام حروب الجيل الرابع والتى تتمثل فى حروب قيم ومبادئ، وصراع الحضارات، لذا فالحضارة الأولى التى لا بد من أن أفتخر بها هى الحضارة المصرية، ناصحين الشباب أن يكونوا واعين لهذه الحروب .
وأكد العلماء من رموز الدين الإسلامى والمسيحى على ضرورة إنشاء رابطة شباب الجامعات والدعوة للعودة للدين، وعمل منهج كامل عبارة عن مبادرات وبرامج إعلامية تحذر من الفكر المتطرف ومن الشذوذ الفكرى والجنسى، والعودة إلى فضائل الدين المسيحى والإسلامى، وكذلك عمل برامج توعوية للشباب، وعمل منصات حوارية قائمة بين الشباب وبها رموز من علماء الإسلام وعلماء المسيحية.