أهنئكم ببَدء العام الجديد، وبـ”عيد الميلاد” الذي يحتفل به مَسيحيُّو الشرق في السابع من يناير (الـ29 من كيهك بحسب التقويم القبطيّ)، راجيًا الخير والبركات لبلادنا “مِصر”، وأن يرفع الله عن العالم الوباء والاضطراب والضيق، ويهب سلامه وخيره وبركاته للجميع.
يرتبط “الميلاد” برسالة الفرح وبالسعادة؛ فجاءت بها أنشودة الملائكة: “ٱلْمَجْدُ للهِ فِي ٱلْأَعَالِي، وَعَلَى ٱلْأَرْضِ ٱلسَّلَامُ، وَبِٱلنَّاسِ ٱلْمَسَرَّةُ.”؛ كذٰلك أعلن الملاك، الظاهر للرعاة الساهرين الذين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم، أن ميلاد السيد المسيح هو بشارة فرح للجميع : “لَا تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ ﭑلشَّعْبِ: أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ ﭑلْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ ﭑلْمَسِيحُ ﭑلرَّبُّ.”، ثم قدم لهم علامة يعرفونه بها: “وَهٰذِهِ لَكُمُ ﭑلْعَلاَمَةُ: تَجِدُونَ طِفْلًا مُقَمَّطًا مُضْجَعًا فِي مِذْوَدٍ.”. إن سر الفرح الحقيقيّ في ميلاد السيد المسيح هو التغيير الذي وهب للبشر، فقد قال: “أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ”، إن مجيء السيد المسيح إلى العالم كان لأجل الحياة، ولأجل مصالحة الأرضيِّين مع السمائيِّين.
ويحيا الإنسان في حياة الفرح والسلام حين يضع ثقته الكاملة بالله الذي يريد أن الجميع يخلُصون، وإلى معرفة الحق يقبلون. كل عام وجميعكم بخير.
الأسقف العام رئيس المركز الثقافيّ القبطيّ الأُرثوذكسيّ