أود أن أهنئكم جميعًا بالعام الجديد 2023 و”عيد الميلاد” الذي يحتفل به مسيحيو الشرق اليوم، مصلين إلى الله أن يهب للجميع الخير والسلام، وأن يحفظ مصر وسائر العالم من كل شر، ومن الحروب والأوبئة والغلاء.
في عيد الميلاد، نتذكر زيارة مجوس المشرق من بلادهم، متتبعين نَجمًا عجيبًا حتى قادهم إلى حيث الصبيّ غايتهم. لقد تتبع المجوس نَجمهم في رحلة طويلة، متحملين مشاق سفرهم كي يقدموا لهٰذا المولود الملكيّ الإكرام والهدايا: “وأتوا إلى البيت، ورأَوا الصبي مع مريم أمه. فخروا وسجدوا له. ثم فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا: ذهبًا ولُبانًا ومرًّا.”. لقد سعى المجوس إلى رؤية “السيد المسيح” في رحلة امتلأت بالحب، فلولا المحبة التي غمرت قلوبهم ما كان لهم أن يتمموا رحلتهم الشاقة إلى بلاد بعيدة عنهم، معرضين أنفسهم لأخطار الطريق، ولمواجهة هيرودس الملك وغضبه فيما بعد. وكما ذكر المتنيح البابا شنوده الثالث عن المجوس: «كانوا مشتاقين إلى الرب، تواقين إلى رؤية هذا المولود الذي دلهم عليه النَّجم. وقد ملك الاشتياق كل قلوبهم، فسعَوا إليه، لا يفكرون إلا فيه. من أجل هذا استحقوا أن يرَوه، ويقدموا له عطاياهم عن حب وإيمان».
واليوم في احتفالنا بالميلاد، نتأمل فيما نحمله من مشاعر ومحبة نحو الله والناس.لقد علَّمنا “السيد المسيح”: “أول كل الوصايا هي … الرب إلٰهنا رب واحد. وتحب الرب إلٰهك من كل قلبك، ومن كل نفسك، ومن كل فكرك، ومن كل قدرتك. هذه هي الوصية الأولى. وثانية مثلها هي: تحب قريبك كنفسك. ليس وصية أخرى أعظم من هاتين.”. فلتكُن محبتنا بعضنا لبعض هديتنا اليوم لوليد المذود!
كل عام وجميعكم بخير.
الأسقف العام ورئيس المركز الثقافيّ القبطيّ الأرثوذكسيّ