كتاب هكذا عاش … وهكذا تكلم … حكاية العمر …

ضمن سلسلة اصدارات المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي
صدر كتاب: هكذا عاش … وهكذا تكلم … حكاية العمر …
كما رواها مثلث الرحمات قداسة البابا شنوده الثالث

تقديم
نيافة الأنبا إرميا الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي
أكتوبر 2012م

مـقــدمـــــــة

“هكذا تكلم… هكذا عاش… حكاية العمر كما رواها صاحب القداسة البابا أنبا شنوده الثالث” هي سطور حُفرت على صفحات التاريخ، ونُقشت فوق جبين الزمن، قبل أن تخُطَّها الأيدي في كلمات على صفحات كتاب. إنها قصة حياة مثلث الرحمات قداسة البابا شنوده الثالث كما رواها بنفسه.
حياة تحمل الكثير من الأحداث التي مرت به، وأبرزت يد الله التي كانت تعمل لإعداد شخص قداسته لأنْ يكون راعيًا وقائدًا لكنيسته: “وأُعطيكم رعاة حسب قلبي، فيرعونكم بالمعرفة والفهم.” إر 3: 15. إنها تُظهر لنا حياته، وكيف أن الضيقات التي تعرَّض لها وهبته قلبًا رقيقًا يحاول أن يحمل عن الناس أتعابهم. كما أن وحدته في الصغر جعلته يلجأ إلى الكتاب كصديق فأُعد بالمعرفة الواسعة التي جعلته قادرًا على مجابهة الكثير من الأفكار الغريبة، ووهبته براعة في القدرة على الحوار. وأيضًا رعى شعبه واهتم بتعليمهم من خلال محاضراته حتى إنه لُقب بذهبي الفم.
كل الأحداث التي مرت بحياة قداسة البابا زودت شخصيته بكل ما تحتاجه الكنيسة، فقد وهبه الله الحكمة التي احتاجت فيها الكنيسة إلى حكمة رُبّان ماهر يقود السفينة في أوقات عصيبة حتى يصل بها إلى الميناء. وفيما هو يفعل هذا يتَّبع خطوات ربنا يسوع المسيح. إن شخصية قداسة البابا شنوده شخصية فريدة وعميقة استحقت أن تكون محط أنظار العالم كله، وتظل هكذا إلى أزمنة عديدة.
وعلى مدار سنوات طوال تتلمذت فيها عند قدمَيّ معلمي وأستاذي وأبي قداسة البابا شنوده الثالث. فقد دعاني قداسته إلى الخدمة معه منذ عام 1995م، فعملت سكرتيرًا لقداسته لمدة سبعة عشر عامًا كاملة باليوم؛ سجل فيها قداسته بصوته سيرة حياته العطرة منذ نعومة أظافره حتى النهاية. وقد قدَّمتُ سيرته لتكون مثالا نتمثل فيها بإيمانه وثباته: “اُنظروا إلى نهاية سيرتهم فتَمَثَّـلوا بإيمانهم” عب 13: 7. فهذه السيرة تَهِبُ الأمل لمَن هم في ضيق، فتفتح أُفقًا من الرجاء والإيمان بعمل الله ومحبته كل إنسان.
لذا كان واجب عليَّ بصفتي نائبًا لقداسته في المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي الذي أسسه ورعاه قداسته أن تُقدَّم سيرته العطرة، لتكون بين أيدي كل محبيه. مصلين أن ينفعنا الله بصلوات وشفاعة أبينا مثلث الطوبى مثلث الرحمات قداسة البابا شنوده الثالث.

27 أبيب 1728 ش                                                     3 أغسطس 2012م
تذكار ميلاد مثلث الرحمات قداسة البابا شنوده الثالث ال117
الأنبا إرميا الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي